زيف الفصول
أُسائلُ العمرَ وقد تعرّت من زيفها الفصول ..
عن ذكريات ونبضِ الجرحِ
في زمن الجفاف
وبستانُ العمرِ أضحى رماداً
وروحي تقوقعتْ
إرتجفت برداً وبكت نزفاً
تنتظرُ تسلّلَ الضياء
من نوافذ العتمة
بعد انقطاعِ خبزِ الرجاء
فليس ينبتُ في فضاء الوهم قمحٌ
وليس في أرض الوعد جذورُ
الوسائدُ تنهدت .. في سرّها
تشهدُ لحكايا ألف ليلة
المتخمةِ بالأحلام
دموعٌ .. وانكساراتٌ
ترفضُ الفرحَ
تتلوى على دقات القلب
مع حراب الشوق
لتغادرَ وادي الشقاء
فتولدُ حكايا الليل
من عمق دهشتنا
من فصولٍ تهدر العمر في محراب
الإنتظار
تزرعُ أرضاً قاحلةً بورود الأمل
كحروفٍ منسيةٍ
على شواطىء رمليةٍ
يُراودُها المدُّ
يُلبسُها ثوباً نسجتْهُ كذبةٌ بيضاء
تمضي على صهوة الغياب
وتهبطُ فوقَ أرضٍ تحركُها الرمالُ
ونكتشفُ زيفَ المحالِ
فاصرخْ بعالي الصوت
قبلَ أن توقفَ نبضَها الأيامُ
إسكن الجنونَ .. وعانقْ ضحكتَك
لتدوّي في ليلِ الصمت
أشعلْ شموعَك
وارقصْ حولها
واضرِبْ عنقَ الظلام
لترى جمالَ الكون
واشربْ حتى الثمالةِ كأسَ الحياة
بقلمي غادة سلوم الحاج
" فراشة الحروف "
G 🦋🦋🦋