<!--<!--<!--<!--

<!--<!--<!--<!--

إن علم نقل الاجنه من العلوم الحديثة التي تستخدم للتحسين الوراثي في الحيوانات وله دور مهم في اقتصاديات الإنتاج الحيواني . ويهدف برنامج نقل الاجنه في الأغنام والماعز إلى إجراء التحسين الوراثي والإسراع فيه لإنشاء قطعان عالية الإنتاج ( إنتاج توائم – إنتاج عال من الحليب أو اللحم ) في فترة زمنية قصيرة وذلك عن طريق نقل أجنة من أمهات  ( نعاج ) ذات صفات وراثية ممتازة في إنتاجها ( وتسمى نعاج معطية Donors ) إلى أمهات (نعاج ) أخرى متوسطه الإنتاج(وتسمى نعاج مستقبلية Recipients )
ويتم تنفيذ برنامج نقل الاجنه عن طريق عمل ما يسمى بتعدد التبويض Superovulation وهى طريقة تستخدم لزيادة عدد الاجنه المتحصل عليها من النعجة الواحدة ( ومن إناث الحيوانات بصفه عامه). وهناك عدة طرق ناجحة لتعدد التبويض .
ورغم أن أول عملية ناجحة لنقل الاجنه كانت في الأرانب سنه 1890 إلا أن أول عملية لنقل وزرع الاجنه في الحيوانات المز رعية كانت في الأغنام 1949 م وكانت أول عملية ناجحة لنقل الاجنه في الأبقار عام 1951 م بالإضافة إلى أن أول شركة تجارية تكونت من أجل تنفيذ برنامج نقل الأجنة في الحيوانات ) الأبقار ) عام 1971 م . ، وللعلم فان أول ولادة لطفلة بعد نقل الاجنه في الإنسان كانت 1978
ما هو برنامج نقل وزرع الاجنه في الأغنام والماعز ؟
لو علمنا أن مبيض أنثى الحيوانات ( مثل البقرة والنعجة والعنزة ( يحتوى على عدة ألاف من البويضات ورغم هذا فان عدد مرات الحمل في الحيوانات يعتبر محدودا خلال حياتها وذلك بسبب امتداد فترة الحمل في الأبقار إلى 9 شهور وفى الأغنام والماعز إلى 5 شهور وأكثر من هذا فان مبيض النعجة يفرز بويضة واحدة أو اثنين في كل دورة شبق أو من 1-5 بويضات في بعض الماعز والأغنام وتتكرر دورة الشبق في الأغنام والماعز كل 17 يوما ( متوسط ) وان النعجة ذات الليه الغليظة في الدول العربية تلد طبيعيا حملا واحدا أو اثنين في السنة وباستخدام برنامج نقل وزرع الاجنه يمكن للنعجة الواحدة أن يحدث لها حمل مؤقت لعدد كبير من الاجنه ثم يتم نقل هذه الاجنه من الأم المعطية ( Donor ) وزرعها في نعاج أخرى ( Recipients ) . وهذه النعاج الأخيرة تكمل الحمل حتى نهايته ثم الولادة بعد ذلك .
وتحت هذا النظام يمكن للنعجة الواحدة أن تعطى حوالي 40 مولودا في السنة بدلا من حمل واحد أو اثنين .

أهمية نقل الأجنة

1-      يمكن الحصول على عدد وفير من الإناث نتيجة عملية زرع الاجنه      ( لكبش واحد ) وبذلك يتاح عمل اختبار النسل والحكم على الكبش في أسرع وقت وحتى يمكن الاســتفادة منه أو التخلص منــه . كما يساعد ذلك على تحديد الإناث (النعاج ) التي يقل إنتاجها عن متوسط القطيع واستبعادها .
2- من المعروف أن النعجة تعطى جنينا واحد أو اثنين في السنة ولكن إذا عوملت على أنها أم معطية فانه يمكن الحصول منها في المتوسط على 40 جنينا في السنة . وهذا يتيح زرع هذه الاجنه في نعاج أخرى متوسطة الإنتاج – وفى هذه الحالة فان جميع الحملان المولودة تكون أولادا لهذه النعجة الممتازة أل  Donor
3- يمكن التحكم في الأمراض باستخدام برنامج نقل الاجنه عنه في الحيوانات المستوردة .
4- يمكن الاستفادة من النعاج الكبيرة في السن والتي تحمل الصفات الوراثية العالية بالحصول منها على عدد وفير من الاجنه قبل استبعادها أو التخلص منها .
5- يمكن حفظ الاجنه وتجميدها ( مثل السائل المنوي المجمد ) والاستفادة بهذه الاجنه المجمدة حتى بعد ذبح أو نفوق النعجة .
6- يمكن الحصول على اجنه مجمدة من الدول التي تربى السلالات الممتازة في الإنتاج وزرعها في النعاج المحلية وبذلك الحصول على السلالة المستوردة بتكاليف اقل كثيرا .
7- من الممكن التحكم في جنس المولود ( ذكر أو أنثى ) عن طريق اختيار الاجنه التي تعطى إناثا في حالة التركيز على صفة إنتاج اللبن أو اختيار الاجنه التي تعطى ذكورا في حالة التربية لإنتاج اللحم .
8- الحصول على عدد كبير من الاجنه يؤدى إلى زيادة دخل المربى نتيجة لبيع النسل ذي القيمة الوراثية العالية .
9- عن طريق برنامج الاجنه يمكن إجراء التحسين الوراثي في فترة زمنية قصيرة .
10- استخدام برنامج نقل الاجنه يؤدى إلى سرعة إنشاء القطعان الأساسية العالية الإنتاج .
11- من الممكن إنشاء بنوك للأجنه للاحتفاظ بالنوعيات النادرة من الاجنه للحيوانات المختلفة واستخدامها عند اللزوم .

كيفية اختيار الأم المعطية ( Donor)

عند اختيار الأم المعطية ( النعجة أو العنزة ) يراعى فيها الاتى :-
1-أن تكون عالية الإنتاج من الحليب وإنتاج التوائم والقيمة الوراثية العالية .
2-ليس لديها أية مشاكل تناسلية من حيث سلامة الجهاز التناسلي وان تكون منتظمة في دورتها التناسلية كل 17 يوما .
3-أن تكون الأغنام أو الماعز خالية من الأمراض التناسلية وخاصة مرض البروسيلا والتريكوموناس والأمراض الفيروسية .
4-أن تكون النعجة في صحة ممتازة وسبق تحصينها ضد الأمراض التناسلية والوبائية .
5-أن تعطى علائق متزنة وتكون تغذيتها جيدة .
كيفية اختيار الأم الحاضنة ( Recipient )
عند اختيار النعاج الحاضنة للأجنة يجب أن يراعى فيها الاتى :-
1-أن تكون صغيرة السن وقادرة على التناسل والولادة أو قد تكون ولدت مرة واحدة من قبل .
2-يراعى حجم تلك النعاج بالنسبة لنوع الاجنه التي سيتم نقلها وكذلك عدد الاجنه التي سيتم زرعها في النعجة الحاضنة .
3-أن تكـون النعاج بحالة صحية جيدة وذات جهاز تناسلي سليم وليس به اى مشاكل تناسلية .
4-أن تـكون النعاج محصنه ضد الأمراض الفيروسية والبكترية وخالية من الأمراض المعدية .
5-أن تعطى النعاج احتياجاتها الغذائية من العلائق المتزنة الجيدة في محتواها من البروتين والطاقة والفيتامينات والأملاح المعدنية .
ميعاد جمع وزرع الاجنه في الأغنام والماعز
Embryo Collection and Embryo Transfer .

الفترة التي يتم جمع الاجنه فيها من النعجة أو العنزة المعطية عاليا في الفترة من اليوم الرابع إلى السادس بعد التلقيح .
وفى حالة نقل الاجنه طازجا اى بعد جمعها مباشرة فيجب تجهيز النعاج المستقبلة للأجنه في نفس الوقت ( من 6 – 8 أيام بعد الشبق ) حتى يوضع الجنين في بيئة مماثلة للبيئة التي نقل منها . ويساعد ذلك على تثبيت الجنين في رحم النعجة المستقبلة .

ومن المهم جدا فحص الجنين الذي سيتم نقله تحت الميكروسكوب قبل زرعه في رحم الأم المستقبلية للتأكد من سلامة وحيوية الجنين ومشاهدة درجة نموه وهل هي ملائمة للزرع أم لا .

حيث يجب أن يتم نقل الجنين في مرحلة نمو معينه حتى ينغرس ويثبت بجدار الرحم وهذه المرحلة تتراوح ما بين 32 خلية إلى 96 خلية ويتوقف ذلك على نوع الحـيوان ( أغنام – ماعز – أبقار ) .

والميعاد المناسب لنقل الاجنه في الأغنام هو اليوم الرابع بعد الإخصاب .

طرق نقل وزرع الأجنة في الأغنام والماعز :
يتم نقل وزرع الأجنة في الأغنام والماعز بإحدى الطرق الآتية :-

1- الطريقة الجراحية Surgical Method

ويتم فيها عمل فتحه جراحية بالقرب من المنطقة التناسلية للنعجة وإمام الضرع بمسافة طولها حوالي 5 سم وتكون النعجة راقدة على ظهرها على سرير العـمليـات ويتـم إخراج الرحم ( قرني الرحم ) وجمع الاجنه من كل قرن على حده ثم إعادة الرحم إلى مكانة داخل الجسم بعد انتهاء جمع الاجنه ويتم ذلك باستخدام المحاليل اللازمة لذلك.

وعند زرع الاجنه يتم إدخال الجنين أو الاجنه العائمة في محلول جمع الاجنه وذلك إلى قرن الرحم بالنعجة المراد نقل الأجنة إليها (Recipint ) .

تعتبر هذه الطريقة أفضل وأدق الطرق المستخدمة لنقل وزرع الاجنه في الأغنام والماعز .

2- الطريقة النصف جراحية Semi – Surgical Method

باستخدام جهاز المنظار الضوئي(جهاز اللابروسكوب Laparoscope ) – حيث يتم عمل فتحتين كل فتحه على جانب الخط البطنى بالقرب من الضرع وكل فتحه حوالي 1 سم حيث يستخدم المنظار لمشاهدة الرحم والفتحة الأخرى يستخدم فيها محرك معدني لتحريك الأحشاء الداخلية برفق حتى يسهل التحكم في قرني الرحم وتتم عملية زرع الجنين داخل قرن الرحم .

وتعتبر هذه الطريقة سهلة جراحيا حيث لا يتم سوى عمل فتحات بسيطة ( 1 سم ) ولا تستغرق وقتا طويلا إلا أن هذه الطريقة تحتاج إلى خبرة طويلة للقائمين بها وقد تم نقل الاجنه في بعض الدول المتقدمة باستخدام المنظار الضوئي مثل انجلترا والولايات المتحدة الاميريكية وفرنسا وايرلندا ومصر .

3- الطريقة غير الجراحية Non – Surgical Method

وهذه الطريقة تستخدم في الأغنام الأوربية ( وهى بدون ليه ) إلا أن درجة نجاحها بسيطة حتى الآن حيث تتراوح ما بين 20 – 40% وهذه الطريقة من الصعب استخدامها في الأغنام العربية ذات الليلة الغليظة .
إن عملية نقل الاجنه في الأغنام ( جمع الاجنه ) تستغرق حوالي 20 – 30 دقيقة بالطريقة الجراحية – ويتوقف ذلك على القائم بالعملية.
أن عملية زرع الاجنه في رحم النعجة المستقبلية تستغرق حوالي 15 – 20 دقيقة فقط .

ما هي المعوقات التي تحد من القيام ببرنامج نقل الاجنه ؟
رغم المزايا العديدة لبرنامج نقل الاجنه في الأغنام والماعز إلا أن هناك بعض المعوقات تقلل من انتشار هذا البرنامج أهمها :-
1-تحتاج إلى مختبر شامل بالأجهزة والأدوات والمحاليل اللازمة لفحص وتجميد ونقل وزرع الاجنه .
2-زيادة تكاليف تجهيز النعجة المعطية ( Donor ) من الهرمونات والمحاليل بالإضافة إلى الهرمونات اللازمة للنعاج المستقبلية Recipients
3-تحتاج إلى مهارة عالية وأيد مدربة للحصول على عدد وفير من الاجنه .
4-قلة المحصول الناتج من الأجنة ( حاليا ) إذا ما قورن بالتلقيح الصناعي .
عموما فان عملية نقل وزرع الاجنه في الأغنام والماعز مازالت تكنولوجيا جديدة وهى في طريقها الآن إلى التطبيق كما هو الحال في التلقيح الصناعي وتزداد أهميته استخدام عمليات نقل الاجنه في كثير من دول العالم بل بينت التجارب بإمكانية التحكم في جنس المولود حيث يمكن التركيز على إنتاج إناث فقط أو ذكور فقط وهذا يعد ثورة علمية في تربية الإنتاج الحيواني ويجب علينا أن نستعد لها ونواكبها لكي نكون على المستوى المطلوب .