بين الحرِّ والعبيد
الحرُّ حرٌّ والعبيدُ عبيدُ
والقول في هذا السياقِ جديدُ
فالحرُّ لا يرضى الدَّنيَّةَ مطْلقاً
وتراه مهْموماً به تسْهيدُ
وتراه في هذا الزمان مقيَّداً
وكأنَّه بينَ الأنامِ طريدُ
وتراه مثْل الصَّقْرِ يصعدُ للعلا
لكنَّه عند الغرابِ شريدُ
وَعَجِبْتُ منْ أمْر الزمانِ وأهْلهِ
للحرِّ فيه منَ العبيدِ وعيدُ
زَمَنٌ عجيبٌ للوراء يعيدنا
وإذا بعصرٍ للتَّتار ِ يُعِيدُ
رعْبٌ أتى عمَّ الوجود بأسْرهِ
والكلُّ من هول المصابِ قعيدُ
ولقد أتى هذا المآل لأمَّةٍ
فيها الجميع مغيَّبٌ وبليدُ
أمَّا العبيد ففي المذلَّةِ حالهمْ
بين الرَّزايا شأْنهمْْ تنْديدُ
أصلُ الخيانة والفسادُ سبيلهمْ
تلك الحياة بعرفهمْ تمْجيدُ
لكنَّني بحوارِ نفسي قلْتها
بئس الحياة فكلُّها تهديدُ
عبدالعزيز أبو خليل