الرّبيع
إنَّ الربيـــعَ لـهُ حَـقـًّا عـلامــــاتُ
لو جئتُ أذكرها تحلـو الحكايـاتُ
الزّهرُ يضحكُ والأفنـــانُ راقصـةٌ
والطّيرُ يشدو وللأصباحِ نسمـاتُ
يـُدغـدغُ الزهرَ نحـلٌ جـاءَ يلثمُـهُ
وتصنـعُ العـرسَ لِـلُّـقيا فراشـاتُ
حولَ الجداولِ زفَّتْ كلُّ ضفدعـةِِ
لُـحـونـَها .. وكـأنَّ اللّحنَ نايــاتُ
ويعزفُ اللحنَ مــاءٌ شَقَّ ساقيةً
كَأَنَّ للمــــاءِ قلبـًا فيه آهاتُ
نَسائِمُ الصّبْحِ بالخيراتِ مُثقلةٌ
فَتُثْقِلُ العُشْبَ قبلَ الشّمسِ خيراتُ
مُذْ تَطلعُ الشّمسُ غَطّى الجوَّ أبخرةٌ
للصُّبحِ صدرٌ وفي الأنفــاسِ آياتُ
ما أجملَ السّهلَ والأشجارُ باسمةٌ
وفوقَ محراثنا تَهوي ابْتساماتُ
فَسِكَّةُ الخيرِ إنْ حَرّكتها سَقَطَتْ
من خَدّها وَهَوَتْ للخيرِ حَفْناتُ
بينَ المراعي من الأنعــامِ مجهدةً
تمشي الشّيــاهُ ، فقد بانَتْ ولاداتُ
كَأنَّها الجُنْدُ إنْ سارَتْ بمشيتِها
أمامها الكبشُ تُبديهِ القَيـاداتُ
فالكبشُ مرياعُها يمشي بهيبتهِ
وحولَ جِيْدِ لهُ تزهو القَلاداتُ
هذا الرّبيعُ الذي ما جئتُ أذكرهُ
إلّا وأَبْدَتْهُ في الأنغــــامِ أبيـــاتُ
أبياتُ شَعرٍ بشَدْوٍ قُلْتُ مَطلَعَها
إنَّ الرّبيعَ لهُ حَقـًّا علاماتُ
أدهم النمريني.