((يــــــا صـــاحـــبَ الإســـــراءِ))

 

سـبـحانَ مَـنْ أسـرى بـخيرِ الـناسِ

واخـتـصّهُ مِــنْ سـائـرِ الأجـنـاس!

 

سـبـحـانـهُ مـتـفـردٌ فـــي حـكـمـهِ

سـبـحـانهُ - مـــا جــادَ بـالأنـفاس!

 

بُـسِـطَـتْ مــوائـدُ فـضـلـهِ لـعِـبَادهِ

كــرمًـا مــطـرّزةُ الـحـشـا كــالأسِ

 

خَـلـقَ الـوجـودَ لـكـي يـفوزَ بـقربهِ

مَـــنْ لا- يــكـون لأمــرهِ بـالـنَّاسي

 

واخـتـارَ مِــنْ بـيـنِ الـعِبَادِ مـحمدًا

لـيـكـونَ صــفـوةَ خـلـقـهِ لـلـنَّـاس

 

فـهـدى بــه مَــنْ لـم يـكن مـتنكرًا

وأزاحَ عــنــهُ بــراثـنَ الــوسْـوَاس

 

وسـقـاهُ مِــنْ عـيـنِ الـعنايةِ نـظرةً

حــتـى يــكـونَ فـــؤادُهُ كـالـماسِ

 

فـهوَ الأمـينُ الـصادقُ الـوعد الـذي

نـحـيـا بــهِ مِــنْ ظـلـمةِ الإركــاسِ

 

وهــوَ الـسـراجُ الـنـورُ نـورُ قـلوبنا

إن مــاجـتِ الـظـلماتُ بـالأنـجاس

 

لــمـا دعـــا داعـــي الإلــهِ أجـبـتَهُ

وعــلـوتَ فــوقَ بُـراقِـكَ الـمـيّاسِ

 

وصـعـدتَ لا تـبغي لـنفسكَ حـاجةً

لــكــنَّ قــلـبـكَ فــــازَ بــالإيـنَـاسِ

 

تـبـغـي لأُمّــتِـكَ الـكـريـمةَ أمـنـهـا

وأمــانـهـا مِـــنْ لـعـنـةِ الإفـــلاسِ

 

ورجـعـتَ مـشـدودَ الـفـؤادِ مـثـبّتًا

كـالطودِ فـي قـلبِ البسيطةِ راسي

 

فُـرِضَـت عـلـيكَ فـرائـضٌ فـقبلتها

ورأيـــتَ فـيـهـا الـخـيرَ لـلأكـيَاس

 

يـــا صـاحـبَ الإســراءِ إنَّ قـلـوبنا

تـبـكي دمًـا مِـنْ حـرقةِ الإحـساس

 

تـبـكي لأنَّ الـقـدسَ مـسراكَ الـذي

قــد حـزتـهُ فـي قـبضةِ الأرجَـاس

 

تـبـكـي لأنَّ دمـــاءَ غــزةَ أُهـرِقَـتْ

ولأنّــنـا فـــي خــنـدقِ الأحــلاس

 

مـتـنـصلينَ عــن الـجـهادِ يـقـودنا

شـــرُ الــرِعَـاءِ وزمـــرةُ الـخـنّـاس

 

غــابَ الـرجـالُ بـأُمّـةٍ فـيها الـهدى

غـابـوا وغــابَ الـخـيلُ بـالأشرَاس

 

غـبـنـا ونـحـنُ مـدجّـجينَ وحَـالُـنَا

بــيـنَ الأمــيـرِ وقـبـضةِ الـخـلّاس

 

غـبـنـا لأنَّ جـيـوشـنا فـــي غـفـلةٍ

حُـجِبت عـن الأنظارِ في المِحرَاس

 

وُجِــدَت لأربــابِ الـعروشِ حِـمايَةً

وإذا رمــاهـا الــغـربُ كـالـقِرطَاس

 

لـكـنـنا رغـــمَ الأســى يــا سـيـدي

سـنـعـودُ مـهـما حِـيـقَ بـالأفـرَاس

 

سـنـعـودُ حـتـمًـا فـاتـحينَ كـتـائبًا

نـرمـي الـخُـصومَ بـوابلِ الأقـواس

 

فـلـنا مــع الأقـصـى لـقـاءٌ، وقـتـهُ

هـــذا ، وكـــم لـلّـهِ مِــنْ حُــرّاس!

 

ولـيحشدوا الامـريكَ في عدوانهمْ

ولـيضربوا الأخماسَ في الأسداس

 

ولـيـجمعوا كــلَ الـجيوشِ لـحربنَا

ولـيـشـتـروا الإعـــلامَ بــالأفـلَاس

 

فـالكلُ بـاتَ مـسبحًا فـي حَـمدِهمْ

والـكلُ بـاتَ مـع الـصليبِ سياسي

 

والـكـلُ فــي زمــنِ الـنِـفَاقِ مـطبّعٍ

والـكـلُ يـصـمتُ فـالـقرارُ رِئـاسـي

 

إلا أنـــا فـالـحـرفُ عــنـدي مـنـبـرٌ

وهــوَ الـسـلاحُ لـطلقتي ومـراسي

 

أرمـي بـهِ حـتى يـكون عـلى العِدا

لــيـكـونَ زادي عــدتـي ولـبـاسـي

 

ألـقـى بــهِ ربَّ الـعِـبَادِ ولـيـسَ لـي

ذنــبٌ، ووقــعُ الـشـعرِ كـالأجـراس

 

وصـــلاةُ ربـــي دائــمًـا وســلامـهُ

مــا شُــلَ لـحـنٌ سـاعـةَ الأعــراس

 

والآل والأصـحـاب مـا ريـحُ الـصَبا

هـبّـت، ومــا لُـثِـمَت شِـفَاهُ الـكاس

 

عـــبــدالــمــلــك الــــعــــبَّـــادي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 271 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2024 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

88,257