وقفةٌ على الأطلال
وَدِّعْ فؤادَكَ ، أهلُ العشقِ قد رَحَلوا
بَقَيْتَ وحدكَ لا عشقٌ ولا غَزَلُ
صَعَدْتَ بالعشقِ في أَبْهى مَــــآذنهِ
لَمّا الأحبّةُ من مِحرابهِ نَزَلوا
أَسْقَيْتَهُمْ من شَذا الإحساسِ أَطيبهُ
وفي فؤادِكَ صَبَّتْ دَمْعَها المُقَلُ
عَزَفْتَ في عِشْقِهِمْ لَحنـًا لِأُغْنيةٍ
ظَلَّتْ تُرَدِّدُها فــي صَدرِكَ العلَلُ
لَمّا نَسَجْتَ رِداءَ الحُبِّ من شَغَفٍ
جادوا بمغزَلِهمْ،، ثَوبَ الأسى غَزَلوا
لبستَ ثَوْبَكَ والأوجــــاعُ تُثْقِلُهُ
كأنَّ ثَوبَكَ للأوجــــاعِ مُعْتَقَلُ
تَلوذُ بالليلِ ، لكنْ كيفَ تَأْمَنُهُ؟
فالليلُ ياصاحِ سجنٌ صَمْتُهُ الوَجَلُ
لو كانَ يشفِقُ في صَمْتٍ لِتُسْمِعَهُ
فأنتَ في قَبْضَةِ السّجــانِ تَشْتَعِلُ
ماذا ستكتبُ ؟ فالأشعـــــارُ باكيةٌ
وأَمْطَرَتْ من عيونِ الخافقِ الجُمَلُ
أَتضحكُ الآنَ أم تُبكيكَ أسئلةٌ
لم تلقَ أجوبةً مُذْ ليلةٍ سَألوا ؟
هُمْ فَتَّشوا قلبَكَ الملتــاعَ من زمنٍ
وفي مَرايـــاهُ بانوا حينمــا نَزَلوا
قد كانَ يُسْعِدُهُمْ رَدًّا لأسئلَةٍ
فالصّمتُ يوحي لهم أنَّ الحَشا نُزُلُ
ها هُمْ فقد رحلوا ، ليلًا ويذكرُهُمْ
قلبٌ ومحبرةٌ والشّــــاهدُ الطَّلَلُ
قِفْ في الطُّلولِ ففيها من رَوائِحِهمْ
تَنَفَّسِ الشّوقَ ، عَلَّ الجرحَ يَندَمِلُ
أَغْمِضْ عيونَكَ إنْ ساءلْتَها نَطَقَتْ
آثارُهُمْ ، وَرَوَتْ ذِكراهُمُ المُقَلُ
وَابْكِ الهوى ما جَرى حبرٌ على ورقٍ
وَضَمِّدِ الجرحَ إنْ ضاقَتْ بكَ السُّبُلُ
أدهم النمريني.