قصيدة : يا نزعةُ الحقِّ
-------------------------------
ماذا أقولُ وماذا يُخْبِرُ الكَلِمُ
مِنْ كُلِّ جُرْحٍ بأوطاني يَفِيْضُ دَمُ
قالوا حديثُكَ أحزانٌ فقلتُ لهم
وطني حزينٌ فكيف اليومَ أبتسمُ
وكيفَ يَسعدُ من أوطانهُ حَزنت
ناسٌ تجوعُ وناسٌ مسَّها الألمُ
ماذا حديثي سيحكي حينما وطني
يُكابدُ الحزنَ ماذا يَنْطِقُ القلَمُ
يا عاذلَاً قِفْ وشاهدْ ما ألَمَّ بهِ
فالبؤسُ يَعْصِرُهُ يَجْتَاحُهُ سَقَمُ
يلقى السَّرابَ ببيداءٍ تُعَارِكُهُ
عَطْشَانُ قد جَفَّ مِنْ حُزنٍ عليهِ فَمُ
دعْ عنكَ عَذلي فٲصواتُ الرثاءِ ٲبت
مِنْ حُزنِ أوطاننا بالحزنِ تنكَتمُ
نلقى الطفولةَ في أوطاننا هزلت
والنازحونَ بأوطانٍ لهم هَرِمُوا
لا الطفلُ مبتسماً تلقاهُ ٲعيُننا
ولا تَبَسَّمَ مَنْ مِنْ ٲرضِهِمْ حُرِمُوا
***********
الغوطَةُ اليومَ أشلاءٌ ممزقةٌ
لحالها في فؤادي يألمُ الألمُ
ويحُ العروبةِ إمَّا هزها غضبٌ
ويحُ الرؤوس رؤوسٌ تُخْفِهَا لِثَمُ
صوتٌ من القلبِ مشتاطٌ بهِ غضبٌ
وصرخةُ العين بالأحزان تضطرمُ
ياويلنا فدمُ الأطفال مهدرةٌ
تُبْكي الثرى ورجالُ العُرْبِ ما فهموا
إلى متى جُرْحَنا الدامي نكابدهُ
إلى متى يعتري أجسادنا ورمُ
فلا إخاء رأينا من عروبتنا
إلَّا مُكاءً لعلَّ الظَهْرَ ينقسمُ
ماذا نرانا فلا فعلٌ نقومُ بهِ
كأننا الخدُّ بالخفينِ يلتطمُ
************
يانزعةُ الحقِّ هلَّا توقدينَ لنا
نوراً من الحقِّ علَّ الجرحَ يلتئمُ
مهما تربَّعَ عرش الظلم ثمَّ علا
يوماً لهُ الحقُّ يُدْنيهِ ويلتهمُ
يوماً يَرى كلُّ فرعونٍ نهايتهُ
هلْ كانَ فرعون حينَ النزع يبتسمُ
كذلكَ القدسُ فيها الدمعُ من قدمٍ
على الخدودِ بكۍ من جور ما زعموا
كم يحتسي القلبُ أحزاناً ويصمتهُ
حالٌ منَ البثِّ لا يدري بهِ القلمُ
حالٌ من البثِّ يرثي كلَّ من ظُلِموا
ليتَ الرثاء لهُ نفعٌ فينتقمُ
يا أيُّهَا العُرْبُ قوموا من سباتِكُمُ
الفجرُ آتٍ وهذا الظلمُ يَنْعَدِمُ
ياربُّ أنتَ خبيرٌ أنتَ مطَّلِعٌ
أنتَ الرجَاءُ وأنتَ العدلُ والحَكَمُ
الــشٌـــاعـر : يحيى عبد الله الغزالي - اليمن .
تاريخ كتابة القصيدة ٢۰١٨/٩/٨م.