تُعَاتِبُنِي أُمَيمَةُ إِذْ أَقُولُ
بِأَنَّ غَرامَنَا قَد لَا يَطُولُ
فَسُقْمِي مَاثِلٌ بَينَ الحَنَايَا
وَغُصنِي في انْحِنَاءٍ لا يَزُولُ
سَلِ الأَريَاحَ كَمْ نَشَرَتْ عَبِيراً
وَمَسَّ غَضَارَةَ الوَردِ الذُّبُولُ
وَهَذِي الشَّمسُ كَمْ أَبْدَتْ نَهَاراً
وَطَارَدَهَا بِآصَالٍ أُفُولُ
هِيَ الدُّنيَا تَمُرُّ بِنَا سَرِيعاً
كَبَرقٍ غَيمُهُ سَحٌّ هَطُولُ
فَلَا فَرَحٌ يَدُومُ بِغَيرِ حُزْنٍ
وَأُنْسُكَ قَد يُبَكِّيهِ العَوِيلُ
وَلَيلُكَ لَو تَطَاوَلَ فِي حُبُورٍ
فَإِنَّ سُرُورَكَ البَاقِي قَلِيلُ
غَنِمْتَ إِذَا أَطَعْتَ اللهَ عَبْداً
وَكُنتَ إِلى المَعَاصِي لَا تَمِيلُ
فَحُبُّكَ لِلإِلهِ الحَيِّ بَاقٍ
وَوُدُّكَ لَيسَ تُفْنِيهِ الطُّلُولُ
مَتَى نَفسِي تَؤُوبُ إِلى هُدَاهَا
وَيَغْمُرُنِي رَجَاؤُكَ ياجَلِيلُ؟!
لَعَلِّي فِي هَوَاكَ أَنَالُ وَصْلاً
وَيَبْلُغُ غَايَةَ الدَّربِ الوُصُولُ
ذُنُوبِي لَوْ أَحَاطَتْ بالثُّريَّا
فَإِنَّ العَفْوَ في رَبِّي أَصِيلُ
كَذَا كَانَتْ ظُنُونِي فِيهِ مَوْلَىً
إِلى فِردَوسِهِ العَالِي نَؤُوْلُ
وَلِي بِمُحَمَّدٍ طَهَ المُرَجَّى
أَمَانِي لَا تَحُولُ وَلَا تَزُولُ
شَفِيعٌ يُرتَجَى مِنْ حَرِّ نَارٍ
مِنَ اللهِ العَلِيِّ لَهُ القَبُولُ
بقلمي:أحمد شريف