الجزء الخامس
من مُعلَّقةِ الجُماعي: ( قصة القلب )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال: سجنُ البعادِ أهوَنُ مما
قد دعَوني لفعلهِ من حرامِ
بين من غُيِّبوا ولاقَوا هوانًا
كان سلوى الضعيفِ والمُستضامِ
قال قلبٌ: رأيتُ أنِّيَ أسقي
نبضَ شيخ القلوبِ كأسَ المُدامِ
فسِّرِ الحُلْمَ, قال ثانٍ: أراني
فوق رأسي للطير بعضَ الطعامِ
قال للأولِ: اغتنم ما تبقى
من حياةٍ, والصدقُ خيرُ اغتنامِ
سوف تنجو, فدع هواكَ,وحاذر
من خداعٍ ونشوةٍ من هيامِ
قال للآخَرِ: الخيانةُ شؤمٌ
خائنٌ أنت للعُرا والذمامِ
خُنتَ قلبًا لكَ اطمأنَّ وُثوقًا
سوف تُسقَى بذاك كأسَ الحِمامِ
بعد عامَينِ صار من أبعدوهُ
في مضيقٍ وشدةٍ واختصامِ
حين عالي المقامِ نادى: هلُمُّوا
فأجابوا نداءَ عالي المقامِ
قال: إني رأيتُ سبعًا سمانًا
ناحلاتٍ غدَونَ حتى العظامِ
أنَّ نجمًا نأى, وبالقرب مني
قام وحشٌ لمقتلي والتهامي
تلك رؤيايَ, فسِّروها فهذا
الأمرُ قد قضَّ مضجعي ومنامي
في صحيحِ الجوابِ أمسَوا حيارى
وغدوا في تشاجرٍ وخصامِ
ثم قالوا : في حلها قد عجزنا
تلك أضغاثُ ما يُرَى للنيامِ
وانبرى من نجا من الموت حالا
قال: فالحلُّ إن سمعتم كلامي
يتبع في الجزء السادس..