((نــــــبــــــع الــــهــــدايــــة))

 

نــورٌ تــلألأ فــي الـبـريةِ سـاطع

وبـيـومِ مـولـدهِ الـمـباركِ سـاجد

 

فـــاقَ الـمـلائكةَ الـكـرام مـكـانةً

والـمـرسـلينَ إمـامُـهُمْ والـشـاهد

 

هــوَ سـيـدُ الـثـقلين صـفوةُ آدمٍ

نــبـعُ الـهـدايـةِ غـوثُـهَا والــوارد

 

لــولاهُ مــا سـجـدَ الأنــامُ لـربهِم

شـكرًا ولا عـرفَ الـهدايةَ جـاحد

 

الـصـدقُ شـيـمتهُ ومِـنْ أوصـافهِ

ومـقامهُ الـمحمودُ وهـوَ الـحامد

 

ولـه الـشفاعةُ والـمقامُ المرتضى

وهـوَ الـرسولُ الـمجتبى والـقائد

 

إشـراقـهُ عــمَ الـوجـودَ وكـم لـهُ

فـضـلٌ وإحـسـانٌ وخـيـرٌ صـاعد

 

كـم خـصنا ربُ الـبريةِ فـيه بـال

فـضلِ العميمِ وكم حباهُ الواحد؟

 

مِــنَـنٌ تـقـاسـمها الـعِـبَادُ كـثـيرةٌ

أعـطـاكَ رَبُــكَ وانـتـقاكَ الـماجد

 

يـا رحمةَ اللّهِ المضيئةِ في الورى

أنـتَ الـفؤادُ ونـحنُ منكَ الساعد

 

فـاضربْ بـنا حُـلَك الـضلالةِ إنـنا

مِــنْ أمــةٍ فـيـها الـهـدى يـتوالد

 

مــا غِـبْتَ عـنا طـرفةً يـا سـيدي

بـل أنـتَ فـي كلِ القلوبِ مشاهد

 

فـي يـومِ مـولدكَ الأغـر توافدتْ

مـهـجُ الـعِـبَادِ وعـزّرتـكَ قـصـائد

 

وتـنافستْ فـيكَ البلاغةُ واعتلتْ

قِـمَمُ الـفصاحةِ واحتوتكَ خرائد

 

ومضى إليكَ القلبُ يطوي بعضهُ

بـعضًا وكـم حـجتْ إلـيكَ مـوالد

 

كــلٌ يـسـيرُ إلـيـكَ يـبـغي قـربَهُ

وأنـا الـعثيرُ وحـبلُ جـودكَ زائـد

 

فامددْ حبالكَ سيدي نحوي وقل:

هـــذا شِــراعُ مُـحـبيَّ الـمُـتباعِد

 

مَـنْ عـاندتهُ الأرضُ وهـي عزيزةٌ

وقـسى عـليه الـدهرُ وهـوَ معاند

 

وتــوقّـدَ الــحـبُ الـكـبيرُ بـقـلبهِ

حِـمَـمًا يـرقِـقُ بـعـضها الـمتزايد

 

فــلـهُ بـقـربـي جــنـةٌ وشـفـاعـةٌ

ولـــه بـقـلـبي مـوطـنٌ وقـواعـد

 

ولـــهُ بـعـيـني نــظـرةُ وعـنـايـةٌ

ورعـــايــةٌ وزيــــارةٌ وعــوائــد

 

ولــه الـنخيلُ الـباسقاتُ حـدائقٌ

ولــه الـقـطوفُ الـيانعاتُ مـوائد

 

هــوَ مَــنْ تـمـلّكهُ الـغـرامُ بـحبِنَا

وهــوَ الـقـتيلُ بـنا ونـعمَ الـشارد

 

يــا سـيـدي وأنـا الـمقيمُ بـبابكم

ضـاقتْ بـيَ الـدنيا وفيها الصائد

 

مَـنْ لا يُـراعِي فـي الـورى إلًا ولا

يَـرعَـى شـئـوونُ رعـيّةٍ أو زاهـد

 

مـتنازلٌ عـن كـلِ مـا هـوَ فـاضلٌ

مـتـذبـذبٌ ســادَ الـبـريةَ فـاسـد

 

يـدعو إلـى تركِ الكتابِ وسنة ال

هـادي، ويُـملِي فـي الـبلادِ مكائد

 

فـلـقد تـغـيرّتِ الأمـورُ وكـيفَ لا

مـثـليةٌ فـيـها الــورى تـتـسافد؟

 

ولـقد فـشا فـينا الـخلافُ وعـمنا

قــتـلٌ وســحـلٌ فـتـنةٌ وعـقـائد

 

والـكـافـرون بـأرضـنـا وديــارنـا

بـاسـم الـسـلام ورائــحٌ أو عـائد

 

فـاعـطـفْ عـلـيـنا ربــنـا وتـولـنا

واغـفـرْ لـنـا مــا كـان مـنا عـامد

 

واحـفظْ بـلادَ الـمسلمينَ وأهـلها

مِـنْ كلِ مَنْ يؤذي ومَنْ هو حاقد

 

وصـلاةُ مـولانا عـلى خـيرِ الورى

مــا نــاحَ طـيـرٌ أو تـهـجدَ عـابد

 

والآل والأصـحاب مـا ريحُ الصَبا

هـبّتْ ، ومـا صـاغَ القصيدةَ ناقد

 

عــبــدالــمــلــك الـــعـــبَّـــادي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 358 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

99,697