نسائمُ من شذا وردٍ أرقُّ
وأعباقٌ لها قلبي يدقُّ
مُهفهفةٌ بريحِ القدس تُهدي
أهازيجاً فيغزو القلبَ شوقُ
وتهفُوَ للُّقا روحٌ ملاها
لتيكَ الأرضِ تهيامٌ وعشقُ
طيوفُ قبابِها وضِيا بَهاها
تراءى والسّنا عتْماً يشقُّ
أرى الأسوارَ في ألقٍ تَسامى
وباحاتٍ لها في الرّوحِ سبْقُ
تزينُها الزنابقُ والخُزامى
ومنثورٌ كما يختالُ حبْقُ
وسرواتٌ تُحيطُ بها سِواراً
وكأسٌ زانهُ كالتّبْرِ وُرْقُ
إذا مرَّ النّسيمُ على رُباها
وطافَ الأرضَ بالأشذاءِ عبْقُ
يذوبُ فُؤاديَ الموْجوعُ وجْداً
دُموعُ العينِ قطْرُ الغيمِ دفقُ
فينثُرُني الحنينُ على رُباها
ويجْمَعُني مِنَ الآكامِ أُفْقُ
عائدة قباني