(مِنْ نَبضِهَا الشِّعرِي)
مِنْ نَبضِهَا الشِّعرِي نَشِيدُ لساني
و تناغـمُ الأشـجَـــانِ و الألحَانِ
يا نَغمَةَ الهَمسِ البديع و مُنتَشى
عِبقَ الشعورِ ولَوعَتِي و حَنَاني
بَينِي و بَينكِ
دَربُ عِشقٍ جائِرٌ
يطوِي اللَطائِفَ
فِي ذُرَى الأحْزَانِ
صَرَخَ الفؤادُ مِنَ البُعادِ كأنّهُ
طفلٌ يَذوقُ قَنَابِل العُدْوَانِ
فبَـكَتْ جوارحُهُ عَلَى أحلامِنا
حتّى الرُّبا و طرائق العمرانِ
وجرائدٌ حُمر الدما يَخْبِرْنَ عَن
شَعبٍ يَمَانيٍّ على النيرانِ
أحرَقْتُها وحروفها
في خافقي ناريّةٌ
خُطَّتْ
بِــــحِبْــــــرِ الجَانِي
....
....
....
....
هذا أنا طفلٌ يشيخُ من الأسی
وحروف شعري تستعيدُ زماني
وَحْدِي أُزَمْزِمُ ما تبقَّى من دمي
حتّى يَكُونَ الشِّعرُ آخِـر عاني
وكَــأنَّ أنْغَـامَ البُحور مدامعٌ
ثكلى مُبَعْثَرةُ العيُونِ قواني
كم بتُّ أخشى من زمانيَ ميتَـةً
ما بينَ صَبْرِي و احْتِضَارِ بياني
وعلى جَـبينِ الليلِ أشعلتُ الهَوى
نــارًا، فَـشـبَّت فـي حقولِ كياني
فـأبِـيـتُ سهرانًا أمَـثّـلُ طيفَها
جـسَـدًا تُـرابـيًّـا بـلا أركـــانِ
أحْسَسْتُ صَمْتَ الليل يذكى مُهجَتِي
فدَفَنْتُ فِي كفنِ الدُّجَى جُثمَاني
أقبِل وزُرْنِي فِي الـمَنَامِ فإنَّني
أحْتَاجُ لَثمَ شَقَائِـقِ النُّـعـمَـانِ
أشهى إِلَى رُوحِي وألطَفُ قصّةٍ
فَـتَلَـوتُـهـا في مَعبَدِ التِّحنَانِ
إنّي أمِـيـلُ إِلَى «أثِـيـلَ» مُعاتبًا
مِـن بَـعـدِ كُـلِّ تـغِـيُّـبٍ و أوَانِ
محمد الحشيبري
10/سبتمبر /2023
