بقلبي من نار الهوى ما تضرم
تعاني شغاف القلب ما الله يعلم
سباني هوى ما خلت يوجد مثله
يدمر نبع الصبر فهو يحطم
بلائي ببعد المجتبى فاق طاقتي
أبيت الليالي ساهرا أتبرم
أ لا يا رسول الشوق بلغ حبيبنا
بأني من فرط الهوى أتألم
أحاول أن أغفو عسى أن يزَورني
مفتحة عيني وها أتنوم
قتيل أنا من حب من طاب ذكره
لساني معقود فلا أتكلم
سرى شوقي الموؤود في لب خافقي
وإني لأخفيه فها أتكتم
ولكن شرود الذهن يكشف حالتي
و من قد يرى وجهي فبالامر يفهم
إذا ذكروني بالذي منه حالتي
وقلبي على شطرين ها يتقسم
أهرول كالمجنون أسرع نحوهم
لأني بذكر المصطفى جد أنعم
أيا ذاكري ذاك الحبيب بسيرة
أناشدكم بالله أن تتكلموا
ألا فاذكروا زين الخصال محمدا
على والد الزهراء صلوا وسلموا
فذا نور كل الهدي من فيض نوره
وأخلاقه تهدي الأنام تقوم
إليه إلاه الكون أرسل وحيه
وقد قام بين الاجمعين يعلم
أيا مادحي بدر الضياء ونجمه
وشمس الهدى في العالمين تكرموا
فهل راحل منكم إلى من أريده
إلى جئتموه سلموا ثم عظموا
وزيدوا له مني التحيات جمة
إلى قبره الغالي استديروا ويمموا
وقولوا له حب تخلف قاصرا
وسووا الذي بيني وبينه رمموا
(فقد يجمع الله الشتيتين بعدما)
ييسر في اللقيا عسى الله يكرم
فيا آمر الكون الذي ليس غيره
حقيقا بتسيير الأمور ويجزم
ألا فلتصل قلبي بمن حاز منزلا
ومن قرب قبر المصطفي لست أحرم
وهيء لنا اللقيا على ماء حوضه
وجاري بفردوس المنى ذاك أسلم
صلاتي على خير النبيئين كلما
علت في سماء الكون شمس وأنجم
محمدعبيد بن محجوب
