جراحٌ من واقعنا

بحر المتقارب

عمر بلقاضي / الجزائر

***

ألا إنّ نارَ الأسَى تَقْصِمُ

وحُزْنِي سليطٌ له مَوسِمُ

تَنامَى فأذكى جِمارَ الجَوَى

فعيشِي بِغَيْمِ العَنَا مُظلِمُ

تَرادَفَ مَوجُ الهُمومِ فلا

أرومُ الحُظوظَ ولا أحْلُمُ

تخلَّيتُ عن أملٍ نائمٍ

فأهلُ المبادئِ لم يَسلَمُوا

ومَن قاوَمُوا النَّوْمَ واسْترشَدُوا

بنورِ الهُدى والتُّقى أُرْغِمُوا

ومن عانقُوا الحقَّ في طِيبةٍ

بِكفِّ الخيانةِ قد أُلْجِمُوا

سلامًا على الحقِّ في عالمٍ

غَوِيٍّ عليلٍ فلا يَرحمُ

فكمْ في الوَرَى من سَفيهٍ عَتَا

وكم من حكيمِ النُّهى يُظلَمُ

غدا الحقُّ نَهْباً بلا حارِسٍ

ألا كمْ بناءٍ له يُهدَمُ

ألا إنَّنا في زمانِ العَمَى

يُساوِي الجَهولَ بمن يَعلَمُ

فأضحي الظَّلامُ مَناطَ الرُّؤَى

وغابَ اليَقينُ وزُمَّ الفَمُ

تَرَى في العُروبةِ من أفْلسُوا

يُصلُّونَ دَوْماً ولم يُسلِمُوا

ضلالٌ وبَغيٌ ونفسٌ طغتْ

فسوءُ الطَّوايا غدا يَحكُمُ

وغَيُّ الجوانحِ رغمَ الهُدَى

عَصِيٌّ على الفهمِ لا يُفهَمُ

فأين الرَّشادُ؟ وأين النُّهَى؟

وأين استقامةَ من أسلَمُوا؟

فتلكمْ شعوبُ الهُدى عالةٌ

ونارُ الرَّدى في الحِمَى تُضرَمُ

ولا من يَكُفُّ البُغاةَ الأُلَى

عَلوْا في البلادِ وكم أجرَمُوا

فذو العقل أشقاهُ هذا العَمَى

وذو الجهلِ في سِجنِهِ يَنعَمُ

عمر بلقاضي / الجزائر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 220 مشاهدة
نشرت فى 4 سبتمبر 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

89,082