العلم والعلماء
للعلم والعُلما قِفْ يا فتى أدباً
واخفضْ جناحَك عند السادة النُجُبِ
همُ الشموسُ كتاج الرأس نحملهمْ
همُ العدول وعينُ العقل في الكُرَبِ
(اقرأْ وعلَّمَ) في القرآن نقرأُها
أكرمْ بمن مدح الرحمنُ في الكُتُبِ
بكم تُضيءُ سماءُ العلم كوكَبَها
وفي رِحابكمُ الأنوارُ كالشُّهُبِ
غارت نجومٌ إذ الأعلامُ قد سطعوا
وغارَ كُلُّ دَعِيٍّ فاقد النسَبِ
فاجلسْ بُنيَّ أمام النور مُقْتبساً
من العلوم ليبْقَ النورُ في العَقِبِ
من جالس الجهل بات المجدُ يزجرُهُ
أنَّى يُهابُ وداءُ الحُمْقِ لم يَغِبِ
يا صاحب العلم بالأخلاق عِشْ أبداً
علمٌ بلا أدبٍ نارٌ بلا حطبِ
والنفس دون رقيق القول نافرةٌ
فاجمعْ شتات نفوس الخلق بالأدبِ
إنَّ المُعلّمَ بيتٌ مَدَّ زائرَهُ
بالدفء والجود والإحسان والحسبِ
أمَّا الجهول كما بيتٌ بلا عمَدٍ
الريحُ تُرْقِصُهُ والسَّقْفُ من عَطبِ
يا من شرفت بخير الخلق مُقتدياً
عَلِّمْ وبيِّنْ مدى الأزمان للنُخبِ
لا ترْكَننَّ إلى الحُسّاد دَيدنهمْ
طمس الجمال عن الأفذاذ بالكذبِ
في حَضْرة النُجباء الكِبْر نتْركهُ
ما كان للكِبر إلا الرَّكْز بالرُّكَبِ
عبد اللطيف عباده