ما الشّعرُ إلا من معـــانيـهِ
وَجَعٌ يموجُ علــى قوافيـهِ
كالبحر يذرفُ في شواطئِهِ
دمعـــًا إذا عَصَفَتْ مــآقيـهِ
حسٌّ إذا ينتـــابهُ ألمٌ
مرآتُهُ تُبدي خوافيــهِ
ماذا سيفعلُ طائرٌ تَعِبٌ
والشّوقُ يغلي في أغــانيـهِ؟
الجرحُ أوغلَ في الفؤادِ وما
خِلٌّ يُضَمِّدُ مـــا جرى فيـهِ
عُكّــــازةُ الآلامِ بـــاليةٌ
والجسمُ لا يَقوى على التّيـهِ
البعدُ يمضغُ فــــي نواجذهِ
قلبـــًا تَجَعَّدَ من مـــآسيـهِ
والرّوحُ قد شــابَتْ جدائلُها
زَفَرَتْ علـى أطلالِ مــاضيهِ
لم يبقَ في شهقـــاتِها وَجَعٌ
إلّا تَصَبَّبَ فـي صحــــاريـهِ
تلكَ الغصونُ وكيفما لَعِبَتْ
أوراقُها ؛ هاجَتْ مــآقيـهِ
قد كانَ في أحضانِها طَرِبــًا
تشدو علـــى زهرٍ أمـــانيـهِ
مَنْ ذا يُعيدُ اليومَ بسمتهُ؟
فالنّأيُ موتٌ قد هوى فيـهِ
أدهم النمريني.