يا من رفعتَ السما سقفا بلا عمد

يا حيّ أنت ولم تولدْ ولم تلِدِ 

مازلتَ فردا إله الكون من أزل 

يا مالك الملك يا حيٌ إلى الأبدِ 

أشكو إليكَ هموما أنت تعلمها 

أشكو إليكَ رزايا مزّقت كبدي 

أشكو إليكَ الذي لاقيتُ من زمن

أشكو إليكَ الذي ألقاهُ من كمد 

أشكو إليكَ فؤادا مسّه حزَنٌ

والهمُّ ويلي عليه انقضّ كالأسدِ 

أشكو إليك ومالي من ألوذ به 

إلاك لما همومي أنحلت جسدي 

والخدُّ يشكو إذِ العينان تُمطِره 

والعينُ تشكو له دهرا من الرمدِ 

إن يكتُمِ القلبُ أحزانا لها زمن 

تلقاه ينزِف من أحزانِه الجددِ 

لو كان حسبُ فؤادي حزنه وكفي 

لكن مع الحزن لا أنجو من الحسدِ 

و الهمُّ جيش غزا قلبي وأحسَبُه 

من كل حدب كيأجوج بلا عدد 

لو أن مزن السما جودا قد انهمرت 

بالماء حينا وحينا كان بالبردِ 

في الأرض يمكث ما للناس ينفعهم

ما بال حظيَ لا يعدو عن الزبدِ 

ما بال حظيَ دون الناس قاطبة 

كل له مورد إلّاي لم أرِدِ 

كل أرى وجد الأفراح في بلد 

إلّايَ من بلد أجري إلى بلد 

كالباحثِ الدهر في الرمضاء في ظمإ

عن نبعِ ماء ولكن بعدُ لم يجدِ  

كم أهل جود رأى الأضياف منزلهم 

جاؤوا وفودا و وفدي بعدُ لم يفِدِ   

كالطّود كنت صبورا ثابتا جلدا 

جالدت  دهرا فلم أُنقِص ولم أزدِ 

جالدت دهرا رزايا كالجبال رست

ما باله  اليوم عنها عاجز جَلَدي

كم ذقتُ مُرا على مَرِّ الزمان فلا 

بدّلت ديني ولا غيرت معتقدي 

يقسو الزمان ولكن رحمة سبقت 

فالحمد لله أنِّي قطُ لم أحِدِ 

من يحفظِ الله يحفظْه الإله وذا 

ما كان  يُؤذيه بعضُ النفث في العقد 

فالحمد لله في سرٍّ و في علن

والله أدعوه يا رحمن خذْ بيدي 

يا ربِّ تشرِق شمسي بعد ما غربت 

يا رب وحدك فرد صاحب المددِ  

آه و آه ولو آه تفيد لما 

قلت القوافي وللأشعار لم أعُدِ 

فالحبر دمع على القرطاس نذرفه 

حينا وجدنا و حينا بعدُ لم نجدِ 

  محرز بن زايد