لا تترك القلب في تيهٍ من المُقَلِ
واطبعْ على شفتي سيلاً من القُبَلِ
عندي مئاتٌ من الشكوى أُبَعْثرُها
إذا أبَحْتَ لشعري ثورة الغزلِ
يا فتنة العمر خُذْ ما شئت من فِكَري
ثم اسْتَبِحْ زَفرات البوحِ للأزلِ
فيك الجمالُ تراتيلٌ مُسافرةٌ
من وحْي بُصْرَى وعُودُ القدِّ من زُحَلِ
عيناكَ قُرطبةٌ خَدّاك أنْدَلُسٌ
وقلبُك الباحةُ الحمراءُ ذي الحُلَلِ
عِطْفاك نيلٌ وتلك الراحُ أعْيُنُهُ
ونُطْقُكَ الخَمْرُ والغمَّازُ كالعسلِ
أمَّا دلالك مثل الرِئم، مِشْيتهُ
قتَّالةٌ، ويميسُ الخطْوَ في جَللِ
مهما طويتُ عن السُّمار سيرتهُ
أعُدْ إليه بشوق الجمر للبللِ
إنْ قيل بارقة الإهلاك في يدهِ
قبَّلتُها ورغبتُ الموت في عَجَلِ
وإنْ تَبَدَّى عليَّ الوجْدُ من ولعٍ
أطْفأْتهُ بعِذاب الأعين النُّجُلِ
خاصمتُ فيك فِئام اللوم كُلهمُ
حتى بديتُ كما الصُّمان في الجَدلِ
واحرّ شوقٍ على الرمضاء بيضتهُ
واصبْر صبٍّ على نارٍ من الأسَلِ
خاصمتُ من أجلك النُسَّاك أجمعهمْ
وما رضيت بغير الحب من مِلَلِ
يا زارع الحب في نبضي وفي مُقَلي
هيهات يَقْطِفُهُ العُذّال بالحِيَلِ
عبد اللطيف عباده
