" نصيحة مربٍ لتلميذه" ويليها الرد

 

   ( الصبر مفتاح الفرج )

 

صبراً فإن الصبر مفتاح الفرج 

سيفرج الرحمن ما بك من حرج

 

إن ضاقت الدنيا عليك برحبها 

أو تاه دربك في العواصف واللجج 

 

فالجأ إلى الرحمن فهو الملتجا 

وبه يلوذ المبتلى في كل فج 

 

واصبر فإن الصبر نعم المرتجى 

للمبتلى وهو السبيل المنتهج 

 

ماذا عليك وقد صبرت كثيره 

أن لو صبرت قليله في المنعرج 

 

فلعن قريب يستقر بك النوى 

في حضن من تهوى وتجتمع المهج 

 

فاصبر على حر الصبابة والجوى 

واعلم بأن الصبر مفتاح الفرج 

 

أو لا فدع عنك التردد جانبا 

واحسم أمورك دون طيش أو هوج 

 

واشدد خطاك إلى البلاد فينطفي 

ما شب من شوق بقلبك والتعج 

 

وبذا تكون إذا استجد الأمر قد 

أعذرت تبريرا وقدمت الحجج 

 

أما التراجع والنكوص فإنني 

لا أرتضيه بأي حال أو نهج 

 

فاسلك سبيلا قيما ترضى به 

ودع النكوص وكل أمر ذي عوج 

 

واربأ بنفسك عنه دربا إنه 

بئس السبيل وبئس رأيا ينتهج 

 

وافزع لربك واستخره فإنه 

من كل هم جاعل لك مفترج 

 

وبخيرة الرحمن فارض مسلما 

لله أمرك لا اعتراض ولا لجج

 

فالخير كل الخير فيما اختاره 

وكفى بما اختار الإله وما انتهج 

 

ولسوف يرضيك الكريم فكن على 

ثقة بأن الله يجبر ما انشجج 

 

هذي إليك نصيحتي فاسمع ودع 

ما حاك من هم بصدرك واعتلج 

 

وتحيتي لك من فؤاد قد هفا 

شوقا إليك وبالمحبة قد لهج 

 

مع تحيات / غالب صلاح 

~~~~~~~~•~~~~~~

    " الرد"

 

ولقد صبرتُ كصبر أيوبٍ حجج

حتى تلضى الجسم صبراً واختلج

 

وكتمتُ مافي القلب من حزنٍ ومن 

همٍ عسى الرحمن يأتي بالفرج

 

وقبضتُ بالصبر الجميل محبتي

وشكوتُ للرحمن همّي والحرج

 

فوضتُ أمري للإله مسلماً

وبما قضى ربي رضيتُ ولا لجج

 

ما عشتُ يوماً للنكوص ملازماً

كلا وما كان التراجع لي نهج

 

دربي قويمٌ لا اعوجاج به ولا

قدمي تعثر في المسير ولا عرج

 

كلا ولا قلبي تردد في اتخا..

ذ قراره أو بات طيشاً في هوج

 

يا صاح ما خان الفؤاد عهوده

يوماً ولا قلبي انثنى عما انتهج

 

حاشا ولا ضل الفؤاد عن الهوى

أو حاد عن درب المحبة أو خرج

 

أو ما ترى قلبي يهيم صبابةً

والحرف ينطق بالذي فيه اعتلج

 

أو ما ترى الحرمان أرق مقلتي

حتى ذوى غصن الشبيبة واهتمج

 

روحي فداك فلا يغرك ما بدا

مني فما هو غير حب قد لهج

 

نطق الفؤاد على اللسان لعله

يطفي لهيباً قد تأجج والتعج

 

كذب المحب وإن تضاهر بالجفا

والقلب في نسك الهوى صلى وحج

 

برداً حروفك بالمحبة سيدي

هلت على قلبي سلاماً والمهج

 

فلك التحايا والسلام أزفه

بالشكر والعرفان والحب امتزج

 

ما هزني شوقٌ إليك وشدني

وترنم القمري وما برقٌ لعج

 

ثم الصلاة على النبيّ محمدٍ

والآل والأصحاب أعلام الحجج

 

مع تحيات/ عبدالقادر ردمان صهيب