# ذِكْــريــاتٌ و حـنـيـنٌ ...

 

أطـلـقْ يـراعـي ، فــإنَّ الـقـيدَ أدمــاهُ

و غـيهـبُ الـسّجنِ ، و السّجانِ أضناهُ

 

أطـلقْ يـراعي يُـحلّقْ في سما نُظمي

طـيـرًا ، لـترسمَ ضـوءَ الـصُّبحِ عـيناهُ

 

أطـلقْ يـراعي ، و خـلِّ الحبرَ يَكتبني

حـرفًـا عـلـى سـطرِ عَـهْدٍ قـدْ نـسيناهُ

 

يــا حُـرقةَ الـشّعرِ هـذا دربُ مـرتَحِلٍ

يـبـعثرُ الـخـطوَ فــي أدغــالِ مَـسعاهُ

 

يـبـلـبـلُ الــحــزنَ الـمـكـتـومَ أغـنـيـةً

و يـجتدي مِنْ شفاهِ الصّمتِ شَجْوَاهُ

 

و يـرتدي بُـردةَ الـعصرِ الَّـذي نسجتْ

خــيــوطَــهــا أنَّـــــــةُ الأرزاءِ ، و الآهُ

 

أطـلقْ يـراعي ، فـمازالَ الـزّمانُ على

صـــدري يُـسَـطِّـرُ مـــا تـمـليهِ بـلـواهُ

 

عـصـرٌ كـئيبٌ عـصيُّ الـفهمِ لـيسَ لـهُ

مـعـنىً ، و لـمْ تُـدْرِكِ الأفـهامُ فـحواهُ

 

كـأنّـهُ الـشَّـعرُ فـي عـصرِ الـهوانِ بـلا

روحٍ ، تــسـاقـطَ كــــالأوراقِ مــبـنـاهُ

 

يـبـيـتُ يَـنـظـمُ فـــي عَـيـنـيِّ فـاتـنةٍ

قـصـائدًا يـقـتفيها كُــلُّ مَــنْ شـاهـوا

 

كـأنَّ كُـلَّ مـآسي الـعُرْبِ قـدْ حُصرتْ

فـــي وَصَــفِ نـاهِـدَةٍ حــوراءَ تـأبـاهُ

 

(القدسُ) تصرخُ و الأعرابُ في وهنٍ

و مُـدَّعـي الـشِّـعر يـبـكي صَـدَّ لـيلاهُ

 

كـمْ قـدْ رأيـتُ مِـنَ الغوغاءِ فانهمرتْ

عـيني ، و قـلتُ أسـىً غفرانكَ (اللهُ)

 

هَـلْ يـرفعُ الـصَّرحَ مَنْ كُلَّتْ سواعِدُهُ

أو يبلغُ القصدَ (أنْصافٌ) و (أشباهُ)؟!

 

أمْ يـقطعُ الـدَّربَ مَـنْ خـارتْ قوائمُهُ

و الـقهقرى زادُهُ ، و الـوهْنُ سُقياهُ ؟!

 

وا حَــرَّ قـلـبي ، و يــا أنَّــاتِ قـافيتي

وا لَـهْـفَ نـفـسي على مَـجدٍ هَـدَمْناهُ

 

لـمْ يبقَ مِنْ عهدهِ الزّاهي سوى جُملٍ

عـلـى سـطـورِ الـعـنا ، يَـنْعى و تَـنْعاهُ

 

تــؤجِّـجُ الــنَّـارَ فــي أضــلاعِ قـائـلها

و تُـغـمِدُ الْـلَـومَ فــي أحـشـاءِ شـأواهُ

 

إنْ كـــانَ قـلـبُ الـمـعنَّى نـازفًـا تَـعِـبًا

فـكيفَ يـلقى جَـريحُ الـقلبِ سلواهُ !!

 

مُـــرُّ الـشّـتاتِ الّـــذي رُغْــمًا شــربناهُ

نــحــنُ الّــذيــنَ بـأيـديـنـا عَـصـرنـاهُ

 

و كـيفَ - وا عـجبي - نبكي على لبنٍ

و نـحـنُ يــا أمَّـتـي حُـمْـقًا سـكبناهُ !!

 

(اللهُ) يــشــهـدُ أنَّـــا أمَّـــــةٌ جَــهِــلـتْ

و الكونُ يشهدُ أنَّ العُربَ قدْ تاهوا ؟!

 

(باللهِ) يـــا ربَّــةَ الإعـجـازِ يــا لُـغـتي

هلْ يعرفُ الحقَّ مَنْ إبليسُ أغواهُ ؟!

 

الآنَ أدركــتُ سُـــؤلًا دَامَ يُــسـهِدُنـي

أنَّـــى يَــعـودُ لَـنـا مــاضٍ أضَـعْـناهُ ؟!

 

# عــبـد الـحـكيم الـمـرادي / الـيـمن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

99,749