# مـــــــا كــــــانَ يـــمــــنــــعُ ؟!!
يــا شـاعِـرًا عَــنْ قـريضِ الـعِشْقِ تـعتَزِلُ
ألـيـسَ يْـغـريكَ خَــدُّ الـغـيدِ و الـمُقَلُ ؟!
هـــذا حَـديـثُ الَّــذي قــدْ جــا يُـعـاتِبُني
مَـنْ أنـتَ ؟! قـالَ أنـا الـتَّشبيبُ و الـغَزَلُ
أمــــا تـــرى مَـــوْرِدَ الـعُـشَّـاقِ مـزدحِـمًـا
و الـنَّاسُ مِـنْ كـأسِ أشْـعارِ الـهَوى ثَملوا
أرْسِــــلْ لِــبـحـر غَـــرامِ الــقـومِ قـافـيـةً
مـــاذا يُـضـيـرُكَ !! إنْــهَـلْ مـثـلـما نَـهـلوا
فـقـلتُ مــا لـيْ و (ربِّ الـبيتِ) مِـنْ أرَبٍ
و لــيـسَ لـــي نــاقَـةٌ ظَـمأى و لا جَـمَـلُ
مــا كــانَ يَـمْـنعُ ؟! قُـلـتُ (اللهُ) يـمنعُني
(آلـلـهُ ) يُـعْـبَد ، أمْ ربُّ الـغـوى (هُـبَلُ)؟!
الــحــقُّ يــكـبـحُ أبــيـاتـي إذا جَــمـحـتْ
و الصِّدقُ و الجِدُّ و الإحساسُ و الخَجلُ
أنَّـــى يـــروقُ الْــهـوى و الـعـينُ ذارِفــةٌ
و الــقــلـبُ تــسـكـنـهُ الآلامُ و الــعِـلـلُ؟!
الْـلـهـو فـــي عـصـرِنـا الــمـزريِّ مـهـزلـةٌ
كُــبـرى (يُـسَـوِّقُـها) الـتَّـضليلُ و الـخـبَلُ
يـالـيـتَ شــعـري ، أيـلـهـو شـاعـرٌ فَـطـنٌ
إنْ كـــانَ بــيـنَ الأســى و الْـهَـمِّ يَـنـتقلُ
لـــو أدْركَ الـنّـاسُ مــا ألـقـاهُ مــا جَـهِـلوا
و لا تـــمــادى لَـــهــمْ لــــومٌ و لا عَــــذَلُ
أنــا الّــذي فــي فــؤادِ الـشِّـعرُ مـظـطرمٌ
يـأبـى الـخـمودَ و فــي الأوراقِ يَـشْتَعلُ
و (اللهِ) إنّـــي بــحـالِ الــعُـرْبِ مُـنْـشَغلٌ
و لــســتُ بـالـفـاتـناتِ الــغـيـدِ أنــشَـغِـلُ
أجــراحُــنــا سُـــحُــبُ الأوداجِ نـــازِفــةٌ
و الـحـاكـمونَ إذا مـــا عُـورِضـوا قَـتـلوا
و مـوطِـنُ الـعُـربِ أنـقـاظٌ و مِــنْ دَمِـهـا
تــحـسـو الــعـروبـةُ أشْـتـاتًـا و تَـغْـتَـسلُ
و أمَّـــةُ الْــوَهْـمِ فــي سِــردابِ قـاهِـرِها
بــعــيـدِ مـــيــلادهِ تَــشــدو و تـحـتـفـلُ
فَــأَسْـتَـحـي أن يــرانــي(اللهُ) مــرتـديًـا
ثــوبَ الـنَّـسِيبِ… و هــذا خَـطْـبُنا جَـلَلُ
لا بُــوركــتْ أحــــرفٌ جــوفــاءُ هــازِلَـةٌ
و لا اسْـتَـقـامتْ لِأشــعـارِ الـخَـنـا جُـمَـلُ
الــشِّــعْـرُ يَــرْفَـعُـهُ صِــــدْقٌ … يُــخَـلِّـدُهُ
شُـعورُهُ الـحُرُّ… مـا لـمْ … فَـهْوَ مُبْتَذَلُ !!
# عــبــد الـحـكـيـم الــمـرادي / الـيـمـن