" مات الضمير "
ماتَ الضميرُ وعظَّمُوا الحكَّاما
جعلُوا الشَّريفَ يفضِّلُ الإجراما
قتلُوا الطفولةَ مدَّعينَ لها الحِمى
وبكُوا الدموعَ على الرفاةِ سجاما
مات الرجالُ وأُغمِدَتْ أسيافُهمْ
وغدَتْ لأفواهِ العظامِ لجاما
ورقى الطغاةُ بصمتِنا ونفاقِنا
وغدا الرُّويبضُ قائداً وإماما
والحقُّ أمسى باطلاً له حُرْمةٌ
وإذا لجأْتَ إليه نلْتَ حراما
والظلمُ أوسمةٌ وكمْ قد علَّقُوا
للظالمينَ على الصدورِ وسَاما
آهٍ منَ الأحلامِ كمْ سرقَتْ لنا
عُمْراً وكمْ دفنَتْ لنا أقواما
كنّا نعلِّقُ سادتِي أحلامَنا
بعقالِكم فبدَتْ لنا أوهاما
وبدَتْ خيانتِكم كطعنةِ حاقدٍ
قد زادَها فرحُ العدا إيلاما
هيّا ارحلُوا من فكرِنا كعقائدٍ
قد صيَّرتْنا نعبدُ الأصناما
هيّا ارحلُوا فمزابلُ التاريخِ قد
مُلِئَتْ مدافنُها قذىً وركاما
أحرارُ قد عشْنا ونبقى دائماً
ونموتُ منْ أجلِ الكرامِ كراما
✍ نصر الياسين