" ومنك شممت العطر "
ومنْكِ شممْتُ عطرَ وردِ الصباحِ
فهِمْتُ ولمْ أعرفْ دروبَ الفلاحِ
كأنّي شربْتُ خمرَ عشقي معتَّقاً
بغيرِ كؤوسٍ منْ إناءٍ رداحِ
فأبقى على وجدي ويُسْكرُني النَّدى
إذا نثرَ الشَّذى هبوبُ الرياحِ
وليلي طويلٌ لا يجيءُ بفجرهِ
فكيف يداوي لوعتي وجراحي
وصرتُ إذا غدوتُ روضَ متيِّمي
يطولُ البقاءُ بي وأنسى رواحي
كأنّي محلّقٌ بروحي كطائرٍ
يرفرفُ راحلاً بغيرِ جناحِ
يطيرُ غرامي وحدهُ في رياضِها
فتحجبُ عنه وجهَها بالوشاحِ
فيكفيه شمُّ العطرِ منها بنسمةٍ
تهبُّ معَ الغرامِ كلَّ صباحِ
✍ م . نصر الياسين