32
*** هَامُ النَّخْلِ ...*** الْوَافِرُ ***
وَهَامُ النَّخْلِ وَلَّى لِلصَّلَاةِ
وَتَتْبَعُهُ شُمُوْسٌ فِي الْجِهَاتِ
صَلَاةُ الطَّيْرِ تَغْرِيْدٌ وَخَفْقٌ
وَرَمْضَاءٌ رِيَاضٌ لِلْحُفَاةِ
تَسَرْبَلَ بِالنَّدَى صَوْتٌ يُنَادِي
حَشَاشَ الْقَلْبِ هُبِّي مِنْ سُبَاتِ
وَضَجَّ الْكَوْنُ تَسْبِيْحًا يُصَلِّي
وَذَوْبُ النُّوْرِ مِحْضَنَةُ السُّعَاةِ
وَلَوْ سَمَحَتْ لَكَ الرُّؤْيَا لِذَرٍّ
سَمِعْتَ الذِّكْرَ مِنْ رَمْلِ الْفَلَاةِ
وَخَلْقُ اللّٰهِ وَحَّدَهُمْ نِدَاءٌ
وَيَنْجَذِبُوْنَ مِنْ أَثَرِ الصِّفَاتِ
وَفِي وَادٍ يُعَانِي مِنْ جَفَافٍ
غَدَا لَجِبًا يَضِجُّ بِالْحَيَاةِ
وَبَيْتُ اللّٰهِ رَمْزٌ لِلْاتِقَاءٍ
وَبَوْصَلَةُ الْبَرَايَا مِنْ شَتَاتِ
وَقَدْ أَعْلَا قَوَاعِدَهُ نَبِيٌّ
مَدَى الْأَزْمَانِ يَدْعُوْ لِلثَّبَاتِ
وُضُوْءُ النُّوْرِ زَمْزَمُهُ جَلِيْلٌ
" لِهَاجَرَ " فَاضَ صَبْرٌ بِالْفُرَاتِ
بِصَحْرَاءٍ فَلَا زَرْعٌ وَمَاءٌ
شُعَاعُ النُّوْرِ يَا بَحْرَ النَّجَاةِ
بِأَقْصَى الأَرْضِ زَيْتُوْنٌ وَتِيْنٌ
وَهذِي الْأَرْضُ مِنْ جَسَدِ الدُّعَاةِ
لِكَعْبَتِنَا بِأَفْئِدَةٍ رُسُوْخٌ
وَلَيْسَ لَهَا شَبِيْهٌ بِالصِّلَاتِ
وَخَمْسٌ مِنْ صَلَاةٍ حَيْثُ كُنَّا
كَدَائِرَةٍ نُشَدُّ إِلَى النَّوَاةِ
وَغَايَةُ مَا أُمَنِّي النَّفْسَ دَوْمًا
زِيَارَتُهَا فَأُسْعَدُ بِالصَّلَاةِ
يُحَاصِرُنِي هَوَى الْأَحْبَابِ فِيْهَا
نَزِيْفُ الْعُمْرِ يَذْهَبُ بِالْكُمَاةِ
وَلَمْ أَمْلِكْ سِوَى صَبْرٍ يَتِيْمٍ
وَدَمْعُ الصَّبِّ يَهْمِي فِي سُكَاتٍ
وَأَعْشَقُهَا وَلَا تَدْرِي بِعِشْقِي
أَتَدْرِي الشَّمْسُ مَا حَالُ السُّرَاةِ
وَلَوْ سَمَحُوْا مَعَ الْأَنْسَامِ آتِي
وَخَالَفَنِي النَّسِيْمُ مَعَ الْجِهَاتِ
عَلَى مَتْنِ الْقُلُوْبِ جَعَلْتُ رَحْلِي
وَقَدْ ضَنُّوْا بِخَيْرِ الْبَاقِيَاتِ
وَقَدْ حَمَّلْتُ إِخْوَانًا سَلَامِي
وَجَادَ الدَّمْعُ فِي كُلِّ اللُّغَاتِ
مُحَمَّدُنَا وَكَعْبَتُنَا بِقَلْبِي
فَهَلْ أَشْقَى بِأَشْوَاقِ الْفَوَاتِ
سَأَبْقَى دُوْنَ شَكٍّ فِي رَجَاءٍ
بِأَشْوَاقٍ لِأَنَّاتِ الْمَمَاتِ
بقلمي : حسن علي محمود الكوفحي
السَّبْتُ : 3 / 6 / 2023 .. الأردن / إربد