أرض الرّباط

البحر الكامل

……………..

حُيّيتِ يا أرضَ الرّباط بمأنَقِ

وبباحِ أقصاكِ البهيّ المونقِ

ورُبىً تُحاكي جنّةً في أرضنا 

من سندسٍ فاقَ الجمالَ منمّقِ

تزهو الدروبُ بعطرِ أزهارٍ هُنا

لِخُطى الأحبةِ تزدهي كاسْتبرقِ

سبحانَ من أهدى البهاءَ وحسَنها

  ربّي حباها بالجمالِ المغدقِ

فغدتْ مرابِعُها تفتّقُ بالشّذى

أرِجٌ هواها إنْ شذىً لم تعبِقِ

تاهتْ عيوني ذاتَ صبحٍ زارها

طيفُ الحبيبةِ ضاعَ مني منطقي

حاولتُ غزلَ الحرفِ كي يصفَ البها

لكنني أخفقتُ غيرَ موفّقِ

فقريحتي ليستْ تجودُ بما يفي

وإلى جمالِ الوصفِ ليستْ ترتقي

وأتوهُ في نيلِ البلاغةِ ها هُنا

لكنّما أمضي بفكرٍ مُطرقِ

فإذا عَجِزْتُ حبيبتي وصفاً لها

وتلعثمَ الحرفُ الّذي لمْ يُعتَقِ

وتبعثرَتْ كلّ المشاعرِ عندها

ذابَ اليراعُ ذكى لهيبَ تشوُّقي

سبَتِ اللّبابَ فتاهَ فكرُ خواطري

 وعصى دواتي كلّ حرفٍ شيّقِ

لكنّ عيني من حنيني أحكمتْ

نظمَ البديعِ بدمعها المترقرقِ

فلْتعذري نظْمي البسيطَ وأحرفي

يا ربّةَ الحُسنِ البَديعِ المُشرِقِ

عائدة قباني