أبو ذر
(رضي الله عنه):
مَضَى وحيدًا
رَحَـلَ الــنَّــجِــيُّ فأَيـن مِــن نـَــجـواهْ
وَمَـضــى وَحـيــدًا أُيــنَ مِـن ذَكـــراهْ
حَـطَّتْ علـيـهِ يـدُ الـمـنــون بِـهَـولِـهــا
تَــبــغـي قََـضــاءًا جــلَّ مَـنْ أمـضــاهُ
صَـمـتَ اللِّسَـانُ وطَـالَ عَيـنـيَّ القـَذَى
والــقــلـبُ أهــلَــكَــهُ الـــجَــوى والآهُ
أحــنـُو لأوقــاتٍ بـحُسنـِكَ زِنــتَــهـــا
أحــيــا بِــحُـلــمٍ طَــــال يـــا أَبَـــتَــاهُ
أَسَــفًـا على صَـفو الصِحَاب ِيـَضُمُـهُ
لَــحـدٌ بــأرضِ أذًى غَـــدا مَــنــفَــــاهُ
آهٍ عَــلَـــى حَـــبْـــرٍ تَـــأَرَّجَ عِــلـــمُــهُ
وَيَــفُــــوحُ رَيـَّـــا فِــقـهِــهِ وشَــــذَاهُ
هـذا خَـليلُ الــمُـصـطَـفــى أكـرمْ بـهِ
هـــــذا أَبـــو ذَرٍّ زَكــــــــا مَحــيــــــاهُ
والــلــهُ أَهْـــداهُ الـــسَّــدادَ وَجُــــرأةً
كــي يَــنْــشُــرَ الـــعِــلـمَ الـذي آتَــــاهُ
سُـــبـحـانَ مـَن أَكْسَاهُ حــلّـةَ عَــارِفٍ
فــانـصبَّ في طُرقِ الهـُدى مَسـعـــاهُ
مُـسـتـَمـسكًـا حَـــبـْـلاً وَثـِيـقًا حـَاكَـهُ
رَبٌّ كـَـــــريــمٌ لا يُـــعَـــــدُّ عَـــطــــاهُ
فَــذًّا بِـأَحـكــامِ الـشَّـريـعَـةِ حَاذِقــــا
عَــضـبًــا وحــكمَ الـحَـقِّ لا يـَخـشَـاهُ
أَنــعــمْ بِـــعِـلـمٍ قَــد تــواتـرَ ضَــوْءُهُ
وأَنــارَ بَــيــنَ الــخَــافِــقَــيـنِ سَـنــاهُ
أَهـوتْ دعـائـمَ عُـمـرِهِ أَيْـدي الــرَّدى
والـصيـفُ أَدبـَـرَ واضـمـَـحـَلَّ بـهــاهُ
تَــلـقـاهُ باســمـةً مَـلائِــكَــةُ الـسَّـمــا
طُــوبـَـى لِـرَمْـــسٍ نـــالَــهُ وَحَــــواهُ
أَبَـتــي أَبَــا ذَرٍّ بِــدونِـكِ مُــهـجَــتــي
طُمِسَت وفـي قَـلــبِي شَجًا أضـنــاهُ
أَحْسَـسْـتُ في قيعــانِ نَـفـسي أنَّـــهُ
قـَـمـَـرٌ تَــفَـرَّقَ في السَّـمـــاءِ ضِـيــاهُ
وارَحمَتـا لِمَنِ انـضَوى تَحـتَ الثَـرى
آلَــيـْـتُ طَــولَ الــعُــمــرِ لا أَنــسَــاهُ
أَرمَدتُ جَـفْـني مِن نـَشِيـجٍ هـاجَنـي
غَــمّــاً عـلـى مـَنْ في الـفَـلا مَـثْــواهُ
فـَارَقـتُـهُ والـكربُ حَطَّ بـِخـاطِــري
وحُـشَـاشَـتي لـم تـَخْـلُ منــهـا الآهُ
يـا غـُـرَّةَ الـــدَهْــمــاءِ ضُـرٌّ مَـسَّـنــي
لــو أَنَّ طـَــوْدًا شَــــالَـــهُ أَعــــيــــاهُ
فَـتَّـشْـتُ عن ذَاتـِي الشَـقِيـَّةِ حَيْـرَةً
كَــالبـَـدرِ لَــمَّــا تــاقَ ضَــلَّ سَـمـــاهُ
وتـَجهـَّمَ اللـَيـلُ الظَّـليــمُ مُـكشِّــراً
أَنـيــابَـــهُ كَـي يـَســتَــعـيـدَ دُجَــاهُ
والرَوضُ لـَمْـلَـمَ بـالـنـَّسَـائـِمِ ظـِلَّـهُ
والـطَـيــرُ أَعْــوَلَ شـَــدوَهُ وغُـنــاهُ
جَـادَت بِـسُقيـاها الغَوادي فارتـَوى
رَوضُ الــعُـلـومِ وفَــاع فـي رَيـَّـــاهُ
مَــا هَــذهِ الــدُنـيـــا مُقَامُ إِقـَـامَـــةٍ
والـلـَّـــهُ قـَــدَّرَ لـِـلأَنـــــامِ قَــــضَــاهُ
قـَدَرٌ يـَخُـطُّ وقد رَضِيـتُ بِـحُـكـمِــهِ
وعَـسَـايَ حَـولَ الـحوضِ أَن أَلـقـَاهُ
نادى: هَـلمً الشَّـاةَ إنْ هِـيَ كَــنــزُنــا
لمْ تـَغــلُُ في دارِ الــكَـريــمِ شِـيــــاهُ
وَلـتَـعــقُـريـها كي يُـــداوا ضَـوْرَهُــم
بَـيــتُ الـسـَّـخَـا لا يَـضمــحِــلُّ قِــراهُ
أَبُـنَــيَّـتـــي أُوصِــيــكِ أَلا يُـــدبـِــروا
مــِن بَــعـدِ دَفْـنِ أَبِـيـكِ فـي مَـثْــواهُ
أَبُـنَــيَّــتـــي صُــونـِـي مَــآثـِــرَ والِـــدٍ
لا خَــيـــرَ فـي مَـــرءٍ يَــعِـــقُّ أَبــــــاهُ
جمال اسديأبو ذر
(رضي الله عنه):
مَضَى وحيدًا
رَحَـلَ الــنَّــجِــيُّ فأَيـن مِــن نـَــجـواهْ
وَمَـضــى وَحـيــدًا أُيــنَ مِـن ذَكـــراهْ
حَـطَّتْ علـيـهِ يـدُ الـمـنــون بِـهَـولِـهــا
تَــبــغـي قََـضــاءًا جــلَّ مَـنْ أمـضــاهُ
صَـمـتَ اللِّسَـانُ وطَـالَ عَيـنـيَّ القـَذَى
والــقــلـبُ أهــلَــكَــهُ الـــجَــوى والآهُ
أحــنـُو لأوقــاتٍ بـحُسنـِكَ زِنــتَــهـــا
أحــيــا بِــحُـلــمٍ طَــــال يـــا أَبَـــتَــاهُ
أَسَــفًـا على صَـفو الصِحَاب ِيـَضُمُـهُ
لَــحـدٌ بــأرضِ أذًى غَـــدا مَــنــفَــــاهُ
آهٍ عَــلَـــى حَـــبْـــرٍ تَـــأَرَّجَ عِــلـــمُــهُ
وَيَــفُــــوحُ رَيـَّـــا فِــقـهِــهِ وشَــــذَاهُ
هـذا خَـليلُ الــمُـصـطَـفــى أكـرمْ بـهِ
هـــــذا أَبـــو ذَرٍّ زَكــــــــا مَحــيــــــاهُ
والــلــهُ أَهْـــداهُ الـــسَّــدادَ وَجُــــرأةً
كــي يَــنْــشُــرَ الـــعِــلـمَ الـذي آتَــــاهُ
سُـــبـحـانَ مـَن أَكْسَاهُ حــلّـةَ عَــارِفٍ
فــانـصبَّ في طُرقِ الهـُدى مَسـعـــاهُ
مُـسـتـَمـسكًـا حَـــبـْـلاً وَثـِيـقًا حـَاكَـهُ
رَبٌّ كـَـــــريــمٌ لا يُـــعَـــــدُّ عَـــطــــاهُ
فَــذًّا بِـأَحـكــامِ الـشَّـريـعَـةِ حَاذِقــــا
عَــضـبًــا وحــكمَ الـحَـقِّ لا يـَخـشَـاهُ
أَنــعــمْ بِـــعِـلـمٍ قَــد تــواتـرَ ضَــوْءُهُ
وأَنــارَ بَــيــنَ الــخَــافِــقَــيـنِ سَـنــاهُ
أَهـوتْ دعـائـمَ عُـمـرِهِ أَيْـدي الــرَّدى
والـصيـفُ أَدبـَـرَ واضـمـَـحـَلَّ بـهــاهُ
تَــلـقـاهُ باســمـةً مَـلائِــكَــةُ الـسَّـمــا
طُــوبـَـى لِـرَمْـــسٍ نـــالَــهُ وَحَــــواهُ
أَبَـتــي أَبَــا ذَرٍّ بِــدونِـكِ مُــهـجَــتــي
طُمِسَت وفـي قَـلــبِي شَجًا أضـنــاهُ
أَحْسَـسْـتُ في قيعــانِ نَـفـسي أنَّـــهُ
قـَـمـَـرٌ تَــفَـرَّقَ في السَّـمـــاءِ ضِـيــاهُ
وارَحمَتـا لِمَنِ انـضَوى تَحـتَ الثَـرى
آلَــيـْـتُ طَــولَ الــعُــمــرِ لا أَنــسَــاهُ
أَرمَدتُ جَـفْـني مِن نـَشِيـجٍ هـاجَنـي
غَــمّــاً عـلـى مـَنْ في الـفَـلا مَـثْــواهُ
فـَارَقـتُـهُ والـكربُ حَطَّ بـِخـاطِــري
وحُـشَـاشَـتي لـم تـَخْـلُ منــهـا الآهُ
يـا غـُـرَّةَ الـــدَهْــمــاءِ ضُـرٌّ مَـسَّـنــي
لــو أَنَّ طـَــوْدًا شَــــالَـــهُ أَعــــيــــاهُ
فَـتَّـشْـتُ عن ذَاتـِي الشَـقِيـَّةِ حَيْـرَةً
كَــالبـَـدرِ لَــمَّــا تــاقَ ضَــلَّ سَـمـــاهُ
وتـَجهـَّمَ اللـَيـلُ الظَّـليــمُ مُـكشِّــراً
أَنـيــابَـــهُ كَـي يـَســتَــعـيـدَ دُجَــاهُ
والرَوضُ لـَمْـلَـمَ بـالـنـَّسَـائـِمِ ظـِلَّـهُ
والـطَـيــرُ أَعْــوَلَ شـَــدوَهُ وغُـنــاهُ
جَـادَت بِـسُقيـاها الغَوادي فارتـَوى
رَوضُ الــعُـلـومِ وفَــاع فـي رَيـَّـــاهُ
مَــا هَــذهِ الــدُنـيـــا مُقَامُ إِقـَـامَـــةٍ
والـلـَّـــهُ قـَــدَّرَ لـِـلأَنـــــامِ قَــــضَــاهُ
قـَدَرٌ يـَخُـطُّ وقد رَضِيـتُ بِـحُـكـمِــهِ
وعَـسَـايَ حَـولَ الـحوضِ أَن أَلـقـَاهُ
نادى: هَـلمً الشَّـاةَ إنْ هِـيَ كَــنــزُنــا
لمْ تـَغــلُُ في دارِ الــكَـريــمِ شِـيــــاهُ
وَلـتَـعــقُـريـها كي يُـــداوا ضَـوْرَهُــم
بَـيــتُ الـسـَّـخَـا لا يَـضمــحِــلُّ قِــراهُ
أَبُـنَــيَّـتـــي أُوصِــيــكِ أَلا يُـــدبـِــروا
مــِن بَــعـدِ دَفْـنِ أَبِـيـكِ فـي مَـثْــواهُ
أَبُـنَــيَّــتـــي صُــونـِـي مَــآثـِــرَ والِـــدٍ
لا خَــيـــرَ فـي مَـــرءٍ يَــعِـــقُّ أَبــــــاهُ
جمال اسدي