لا تَسْأَلِي يَا مُنْيَتِي عَن حَالِي
أنَا فِي التُرَابِ وَفِي الفَضَاءِ خَيَالِي
لا تَسْأَلِينِي كَيفَ أَحْوَالِي سَلَي
شِعْرِي وَأَفكَارِي عَنِ الأَحْـوَالِ
أشوَاقُ رُوْحِي فِي الفَضَاءِ وَإِنَّمَا
قَدمَايَ فِي الأَوْحَالِ وَالأَغْلَالِ
وسَعَادَتِي مَفقُودَةٌ فِي أُفقِهَا
وَأَنَا هُـنَـا فِي الغَـمِّ وَالأَنْـكَـالِ
ويُـغِيظُنِي زَمنٌ فَقَدتُ سُرُورَهُ
فِي حَـوْمَـةِ الآلَامِ وَالآمَـــالِ
زَمـنٌ قـطَـعْنَاهُ بكُـلِّ عزِيـمةٍ
فـكـأنَّـهُ في الهمِّ شمُّ جِبَالِ
أسفِي عَلَى عُمرٍ تَقضَّى نُصْفُهُ
فِي خَيبَةِ المَسْعَى لِخيرِ مَنَالِ
*** *** ***
وسَأَلْتُهَا، سَكَـتَت، وَقَالَت لا تَسَل
دَعـنِـي مِـنَ الآراءِ، وَ الأَقْــوَالِ
وتساءَلَت هَل فِيكَ هَـمٌّ، شَاعِرِي؟
فَأَجَبْتُها في داخلي أَهْـوَالِي
تَعْتَادُنِي فِي مَسْمَعِي أَوْ نَاظِرِي
وَإِلى يَمِيـنِي تَـارَةً وَ شِـمَـالِي
*** *** ***
وسَأَلْـتُهَا ما الحُبُّ؟ قَالَت:إنَّـهُ
مَلِكٌ يسِيرُ إِلَى المَكَانِ العَالِي
هَل لِلمُلُوكِ مكانةٌ مَالَم يَكُن
لَـهُـمُ جِوَارَ العاشقينَ لَيالِي
أنتَ الأَنِيسُ إذا أتَتنِيَ وحْشَةٌ
وبكُـلِّ لَـيـلٍ ، أَنتَ فـِي أَوْصَالِي
لَولَاكَ مَا عَاشَ الفُؤَادُ مُقسَّماً
فِي لَوعَةٍ ، وَبِحُرْقَـةٍ، وَ دَلَالِ
كَـلَّا وَلَا أَذكَى الظَلَامُ صَبَابَتِي
لَيلَاً، وَلَا أَلْقَى النَّسِيمُ سُؤَالِي
*** *** ***
لَكِ فِي الفُؤَادِ مَكَانةٌ لَم يُخفِهَا
سَهرٌ وَلَا فِي النَّومِ طَيفُ خَيَالِ
وَ أَشُقُّ من قلبي إليكِ قَصَائِدَاً
تنتابُ صمتي بل تجلُّ مَـقَـالِي
للهِ مَا فَعـلَ الـغَـرَامُ بـِأهـلِـهِ
والحُبُّ فِي أهْلَيه ذُو أَفْعَالِ
مُحَمَّد الحُشَيبِرِي
٣/مايو /٢٠٢٣
اليمن