تَخَالُنِي الشَّمسُ بَدراً إِذ تُغَازِلُنِي
بِضَوئِهَا الآسِرِ المَمْلُوءِ بالشَّغَفِ
وَتَحْسَبُ النُّورَ حُبّاً لَا يُخَالِطُهُ
جَمْرٌ يُصِيبُ جُفُونَ العَيْنِ بِالتَّلَفِ
كَذَا الحَبِيبُ وَإِنْ لَاقَيْتَهُ وَلِهاً
فَصَدُّهُ أَلَمُ الوَلْهَانِ وَالدَّنِفِ
كَمْ لَوَّعَ القَلبَ بُعْدٌ صَارَ طَالِعُهُ
وَصْلاً عَصِيّاً رَمَىْ الآمَالَ فِي أَنَفِ
هَذَا جَمِيلٌ تَرَاهُ اللَّيلَ سَاهِرَهُ
قَدْ جُنَّ مِنْ وَجْدِهِ مِنْ غَابِرِ السَّلَفِ
يَرَى بُثَيْنَةَ مَنْجَاةً ومَلْجَأَةً
فِي مِنْبَرِ الحُبِّ فِي مِحْرَابِهِ العَكِفِ
يَبْكِي دُمُوعاً سَرَتْ حَفْراً بِوَجْنَتِهِ
تُفَطِّرُ القَلبَ مِنْ شَوقٍ ومِنْ لَهَفِ
أَمَّا بُثَينُ فَإِنَّ البَّهجَ يَسكُنُهَا
قَدْ شَاغَلَتْهَا ثِيَابُ الطِّيْبِ والتَّرَفِ
تَمشِي بِعِزٍّ كَمَا الطَّاوُوْسِ زَاهِيَةً
بِرَونَقِ الحُسنِ مَشْيَ القَادِرِ الصَّلِفِ
بقلمي:أحمد شريف