عزفٌ بأوتارِ المُتقارَب.
خُذوني لِحَوْرانَ صُبْحـًا خُذوني
فقد عَجَّ شَوقي وفاضَتْ شُجوني
فحيثُ النّسيــمُ يُغـــازلُ سَهلًا
يَمُرُّ عَليهِ بـِرِفْقٍ وَلـــيْنِ
وحيثُ هَديل الحَمـــــــامِ إذا مــا
يُغَطّي نَدى الصُّبحِ خَدَّ الغُصــونِ
إلـــى بُقعةٍ بالكُرومِ تَبــــاهَتْ
وتشهدُ فيهــــــا جذورُ السّنيــــنِ
فزيتونُهــا فـــي عَطــــــاءٍ تَدلّى
وكم زيتُها طــافَ فوقَ الصُّحونِ
وما التّينُ إلّا صَحــــــائِفُ عُمْرٍ
بجودٍ تُخَطُّ ومــــــاءِ الجَبيــــــنِ
خذوني لدفءِ البيــادِرِ حيثُ الـــ
سّنــــــابلُ أغفُ بـِحضنٍ حَنونِ
فَمــــا زالَ صوتُ الجدودِ يُنـادي
بعَتْمِ الليــــالي وأذنِ السّكـــــونِ
إلـــى كُلِّ سَيْلٍ يَحنُّ مَسيري
فَكم من حذاءٍ يُوارى بـِطينِ
وهاتوا رَغيفـــًا لِأُسْكِتَ جُوعي
فبسمةُ أمّي بـِقَلبِ العَجيــــــنِ
إذا مـــــا رَأَيتُمْ قُبورًا تَنــاءَتْ
دَعونـي فَفيهـــا تَقرُّ عُيــــوني
دَعونـي فَفيهـــا ينـــــامُ حبيبي
أبي ، واتركـــوني أَذُرّ حَنيــني
ولا تَعذلــوني إذا ســــــالَ دمعي
فعيني رَهينةُ دَمْعٍ دَفيـــنِ
يَموتُ الحبيـــــبُ ولستُ أراهُ
فدمعي جوابٌ فلا تَسألـــوني
سأبقى أخطُّ القوافي دُموعـــــًا
لِحَورانَ يجري القصيــــــدُ بـِلينِ
فإنْ فــاضَتِ الرّوحُ عنهــا بَعيدًا
إلى راحَتَيْهــا بِوجدي خُذوني
ومن مــائِها العَذْبِ رُشّوا بـِرِفْقٍ
ولُطفـــًا بثوبٍ لَهــــا كَفّنـــوني
وفوقَ ثَراهـــا أقيموا زَفـــــافي
وتحتَ ثَراهـــا الْحَنونِ دَعـــــوني
أدهم النمريني.