الأقصى السليب
تَحجُّ إليكَ يا أقصى القلوبُ
بدمعٍ فــي مــآقيها تذوبُ
وتسألُ عن شموسِكَ كلَّ صُبحٍ
فيبكيهــا بأدمعهِ الغُروبُ
صلاحُ الدّينِ يبكي في تُرابٍ
فَليسَ لصرخةِ الثكلى مُجيبُ
وكلُّ عواصِفِ الأمجادِ غابَتْ
ويجثو فـــي سلاسلهِ الهُبوبُ
وما عــادتْ بنــا الأسيافُ تعلو
فقد صَدِئتْ وشَبَّ بهــا النّحيبُ
وكلُّ خيولنـِا تمشي لِرَقصٍ
إذا مــا هَزَّ يُمنـــاهُ الغريبُ
دَعِ الأيـّـامَ تُخبر مــا دَهانا
فإنَّ الحــالَ يـــا أقصى عَجيبُ
ترابُ الشّــامِ تخضبهُ دِمــاءٌ
ولم تَبْرَأْ ببغدادَ النُّدوبُ
وفي صنعــاءَ تكتبنــا المآسي
فلا طِبٌّ يحنُّ ولا طبيبُ
ملأنا فــــي خدودِ الدّهرِ قَهرًا
متى يشدو ببسمتهِ السّليبُ ؟
لقد بَحَّتْ بقَيْدِ الظُّلمِ ثَكلى
وتسألنا متى الزَّحفُ الدُّروبُ؟
يَشيـبُ العزمُ فينــا كلَّ يومٍ
أيرجعُ ما نأى عنـّـا المشيبُ؟
هي الآمــــالُ نكتبُهــا إذا ما
يُســابقُنا إلى الورقِ الهُروبُ
سَنبقى نندبُ الآمــالَ فينا
وترمينا إلى اليأسِ الخُطوبُ
فليسَ تُفيدُ جعجعةُ القوافي
إذا لم يَرتَوِ السّيفُ القَشيبُ
أدهم النمريـــني.