(غيثُ الخير)
فاض الفؤادُ بغيثِ الخيرِ إيمانا
وأزهرَ الوردُ أصنافاً وألوانا
وردَّدَ الطيرُ أنغاماً لقافيتي
فأعْذَبَ الشِّعر إنشاداً وتبيانا (١)
شهرُ الصِّيامِ أظلَّ الكونَ فابْتَهَلَتْ
مآذنُ الرُّوحِ تسبيحاً وقرآنا
هذي المساجدُ بَعْدَ البينِ عامرةٌ
يا فوزَ مُعتَكِفٍ قد نالَ غفرانا
رصُّوا الصُّفوفَ بناءً شامخاً مَنِعَاً
لم يترُكُوا بينهم للغلِّ سلطانا
أنيسُ ليلِهمُ ذكرٌ وأدعِيَةٌ
أنسامُهَا زادَتِ الإيمانَ إيمانا
وليلةُ القدر سِلْمٌ زانَ طلْعَتَهُ
تنزُّلُ الرُّوحِ والأملاكِ دنيانا
عمَّ البَسِيطةَ أمنٌ مِنْ سكينتِها
وغايةُ الأمرِ فجرٌ عندما حانا
ذكرُ الإلهِ يطوفُ الأرضَ في ألقٍ
منارُهُ قد هدى الحيرانَ شطآنا
تَسَابقُوا البرَّ فالمضمارُ في سَبَقٍ
لجنَّةٍ أحذتِ السَّبَّاقَ ريحانا(٢)
تَرَاحَمَ النَّاسُ رغمَ العُسْرِ وانْصَهَرَتْ
قلوبُهُم مِن جَلالِ الحبِّ تحنانا
تَجَلْبَبُوا الجُودَ فالإعوازُ مستترٌ
فلا فقيراً ترى بالشَّهرِ عريانا
صبراً جميلاُ تحلَّوا في جهادِهمُ
فهدَّمَ العزمُ للشَّيطانِ أركانا
صامَتْ عنِ الإثمِ قبلَ الزَّادِ أنفُسُهُم
وصَفَّدُوا بحبالِ الوحي شيطانا
النَّارُ أبوابُها قد أُغلِقَتْ كَرَماً
مِنْ رَبِّهم وأثابَ الصومَ رِضوانا
هو الصِّيامُ لباري الخلقِ مُنتَسِبٌ
من غيرِ حدٍّ جزى الصوَّامَ إحسانا
بُشْرَاكَ يَا مَنْ ظَمِئْتَ اليومَ محتسبا
أولاكَ ربُّكَ يومَ الجمعِ ريَّانا
بقلمي رفيق سليمان جعيلة السليماني
......
(١) أعذب : جعله عذبا
(٢) أحذت : أعطت