أمّي
مِـن نـورِهَـا تَــخـجَـلُ الـزّهـراءُ والــقَمـرُ
ويُــطـرِقُ الــكَــونُ إذ يَــنــتـابُــهـا كَــدَرُ
تَــؤجُّ فـي وجـنَــتَـيـهـا شــعــلـةٌ وَقدتْ
كَــأنَّــهَـا جَــذوَةٌ تَــخــبُــو وتَــسـتَــعِـــرُ
وكَــفًّـهــا مِـن ريــاضِ الجـودِ مـنـبـتُــهُ
إن مَــسّــنــي الـغـمٌّ بالتـحنانِ تَـنـتَـصِـرُ
والـثــغــرُ نَــبــعٌ رَوى قَــلبـي وأشــبَـعَـهُ
كَـأنَّــهُ مــن أريــجِ الــمسـكِ يـنـفَــجـــرُ
والـعـينُ تـحـرسُ قَـلـبـي في مواجِـعـهِ
تُـنـيـر دَربـي فَـغـاب الـشـوكُ والحَـجـرُ
والطَّـيـرُ تَـصـدَحُ في شَدوٍ عـلـى فَـنَنِ
كَــأنّـمـا لَــحــنُـهـا يَـشـدُو بــهــا الـوتَـرُ
حُـنُـوُّهـــا في حِــبــالِ اللــهِ مــتَّــصِــلٌ
مِن فَـضـلِـهـا الـكَربُ والأكـدارُ تَـنحَسرُ
لا حــاجــزٌ فـي دُعـاءِ الأمِّ لَـو ضَرَعَتْ
سـيُـستَجـاب لَــهـا ويُـصـرَفُ الــضَّـررُ
فـلا تَـفيـهَـا وَلــوْ قــبَّــلـتَ أرجُــلَــهـــا
أمـضَت لـيالي فَــآذى عَـيـنَـهـا السَّـهـرُ
أفـديكِ يـا مـنبَـعَ الإحسانِ في كَـبدِي
قَـولـي رَصِــيـنٌ صَـدوقٌ مـا بِـه هَـــذرُ
بقلمي: جمال اسدي