قل للذي سلك الظلام مُجدَّداً
كيف المسيرُ بحالك الظُلُمَاتِ
شاب الفتى بين السنين منازعاً
ضوءَ الهداية في ذُرى الفلواتِ
هجر المرابع وانزوى في جُبَّةٍ
خلعتْ عليه مفاتن الكُرُباتِ
أين الشباب وأين مني صَحْوَةٌ
ومضتْ كبرْقٍ في دُجى النزواتِ
عبثاً أداري دمعتي عن سائلٍ
صاب الوتين بصادق الكلماتِ
هلَّا تعود إلى ملاعب صَبْوَةٍ
غفرتْ ذنوب مجالس الشهواتِ
كم من جليسٍ ضائقٍ بجليسهِ
ما بال من يشقى مع الخلواتِ
ثم ارتضى يحيا كعبدٍ بائسٍ
بديار قومٍ تزرعُ الضحكاتِ
يا سائراً يطوي كتاب شبابهِ
هل فزت قَطُّ بزاهر الصفحاتِ
انظر إلى عين السواقي ماؤها
يبكي فوات النبع بالدَّمَعَاتِ
أمّا الطيور تنوح في أعشاشها
تحنو ويحلو يومُها بفُتاتِ
فعلام طَبْعُكَ لا يَمَلُّ شُرُودهُ
عن باسم الأيام بالشبهاتِ
قم يا فتى وانْشُدْ حلاوة شهدها
عُمْرُ الشباب دقائقٌ بحياةِ
دع عنك كأس غمومها واشرَعْ إلى
كأس المليحة في رُبى الوُكُناتِ
واهْرقْ جِرار تأسفٍ عما مضى
واتْرعْ حلاوة يومنا بثباتِ
ما ذاق حَظْوةَ سَعْدهِ مُتردِّدٌ
فاثْبُتْ إذن تعلو كما الصُعُدَاتِ
يا بن الحياة على ضفافك ترتمي
كلُّ الهموم فلا تَلُمْ عَبَراتي
اغْسلْ جراحك بالرضا تسْعدْ إذنْ
دنيا الفناءِ قُدُومها كفَوَاتِ
عبد اللطيف عباده