# مــــاذا أُغـــــنّـــــي...

 

لا تَـمضينَّ فَ(دِيـكُ) الـصُّبحِ مـا صاحا

و الـلـيـلُ يــمـلأُ دربَ الـسَّـيـرِ أشـبـاحا

 

لا تَـمـضـيـنَّ فــمــازالَ الــمـدى ظُـلَـمًـا

و نـافـثُ الـسُّـهدِ فــي عـيـنيكَ قـدَّاحا

 

عــرِّسْ هُـنا و انـتظرْ حـتّى تـرى شَـفقًا

كـالسَّيفِ مِـنْ شرقِكَ النَّعسانِ (لَمَّاحا*)

 

و انـظـرْ الـى غـربِكَ الـدَّيجورِ مـلتَمسًا

نــجـمًـا يُــتـابـعُ بـــدرًا بـــاتَ ســوّاحـا

 

و اكـتبْ بـحبرِ الأسـى الـمنسابِ قافيةً

تُـقـاسِـمُ الـضّـحـواتِ الـحُـلْـمَ أقــداحـا

 

مـــاذا أغـنّـي و هــذا الـحـالُ يـعـصرُنا

عــصـرَ الـعـنـاقيدِ إضْـمـارًا و إفْـصـاحا

 

لِــمَــنْ أغــنّــي ، لِــضَـيـمٍ دَامَ يُـطـعِـمُنا

جــوعًـا و يَـتْـرَعُـنا قـيـظًـا و لـفَّـاحـا !!

 

أعـيتْ حِـكاياتُ عـصرِ الْـهونِ أخْـيِلَتي

و الـحرفُ شـاخَ و نَـبْعُ الـشّعرِ ما ساحا

 

تـكـلّـمتْ فـــي زمـــانِ الـخُـنعِ مـادحـةٌ

و أخرَسـتْ نـاعِـباتُ(الْـقـصـرِ)صـدّاحـا

 

أنــا الـعَـروبةُ كـمْ فـي سـاحَتي زَجَـلَتْ

و بـلـبَـلـتْ شــاديـاتُ الأيـــكِ أفــراحـا

 

و الـيـوم ، آهِ مِـنْ الـيومِ الّـذي صـمتتْ

فــيـهِ الـبـلابلُ ؛ رَوْحُ الـزَّهـرِ مــا فـاحـا

 

تَـجَـمّدَ الـنَّـظمُ فــي بــردِ الـخـنا أسـفًـا

و أنْــهــكَ الــحــالُ أقــلامًـا و ألــواحـا

 

يا صاحِبَيَّ _و هذا السِّجٔنُ_ هل نظرتْ

عـيـناكُما ، نــازِفَ الأجْــراحِ مُـرْتـاحا ؟!

 

هــلْ نَـفَّـسَ الـنَّـغَمُ الْـجـذلانُ يـا عَـجبًا

عَـنْ مُنْهَكِ الْقلبِ يَهمي الدّمْعَ نَوَّاحا ؟!

 

رحـمـاكَ (ربِّ) فـحـالُ الـعُـرْبِ مـعضِلةٌ

حــارَ الـطّبيبُ و أعـيا الـوصفُ شُـرّاحا

 

يا أمّةَ الصّمتِ ، بئسَ الصّمتُ في زمـنٍ

يــخُـطُّـنـا الْــقــهـرُ آلامًـــــا و أتـــراحــا

 

إلــى مـتـى يــا رُؤى الأشــواقِ سـاهِرةً

تَـبيتُ عـينايَ تـرجو الْوَمْضَ إصباحا !!

---------

* لـــمّـــاحــاً... شــــديـــد الـــبــيــاض

 

# عــبــد الـحـكـيم الــمـرادي/ الـيـمـن

المصدر: ماذا أغني قصيدة للشاعر القدير عبد الحكيم المرادي اليمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

97,664