تَخَيَّلوا أنَّ للشِّعر الفصيح يداً

كذاك عيناً ترى ما الشاعرُ اكتَتَبا

 

فكم سَتُمْحَى حروفٌ سُطِّرتْ عَبَثاً

وكم ستُلطَمُ خدٌّ أحرزت لَقَبا

 

وكم ستغمز عينُ الشّعر داعيةً

لمن أجادوا:"تعالوا عَطِّروا الكُتُبا"

 

الشّاعر الفذُّ مَن يأتي بمعجزةٍ

تكون للشّعر عنواناً و مُكتَسَبا

 

وكلّ حرفٍ لهُ يغنيكَ عن صُحُفٍ

و كلّ شطرٍ لهُ يُثْري النُّهَى طَنَبا

 

وكلّ بيتٍ يضاهي ألف أغنيةٍ

تبقى تُرَتّلها أفواهنا طَرَبا

 

وما يزيدُ على بيتٍ فذا كَرَمٌ

فَ"نَتْفَةٌ" منهُ ساوى مُزْنُها السُّحُبا

 

أمّا قصيدتهُ لا وَصْف ينصفها

تُعادِلُ الدُّرَّ و الألماسَ و الذَّهَبا

 

يا حاديَ الشّعر خذني بالبراق شَجَىً

لسدرة الشّعر بالمعنى اعْبُرِ الحُجُبا

 

ما غاية الشّعر إن لم يكتنفْ عَبَقاً

إنفخ بشعركَ روحاً واخلُق العَجَبا

 

لله درُّ حروفٍ في الدُّجى كُتِبتْ

تضيء كالبدر فيها النور ما ذهبا

 

تمشي على الموج في زهوٍ تراقصهُ 

وفي لظى نارها قد تُحرق الشُّهُبا

 

الشّاعر الفحلُ مولودٌ بقافيةٍ

فاخترْ بشعركَ ما تسمو بهِ نَسَبا

 

الطيب العامري ✍️

٢٧/١/٢٠٢٣

المصدر: تخيلوا قصيدة للشاعر القدير الطيب العامري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

86,174