واحرُّ قلباهُ إن الصحب قد رحلوا
والروح ثكلى ودمع العين ينهمل
مذ غادروا الدار دمعي راح يسبقني
والرمش أضحى بعتم الليل يكتحل
أبات ليليَ والأحزان تعصرني
والجسم مضنى وحاقت مكرها الدمل
كنّا وكانوا وليل الأنس يجمعنا
نغازل النجم إن تاهت بنا السبل
نعانق الفجر نشدو فيه أغنية
طابت مغانيها إذ طابت الجمل
كنّا السراة وعتم الليل يَرهَبنا
لا شغل يشغلنا أو همَّ يشتمل
تبكيهم العين كالطوفان مدمعها
من قاني الدم دون الدمع تبتزل
إنّي السقيم وجرح القلب يقلقني
والطبُّ لقياهمُ والجرح يندمل
هم كالبلاسم للمجروح من ألم
ويُفرجُ الهم إن ضاقت بنا الحيل
وغابت الشمس مذ غابوا وما بزغت
والبدر من حينها ماعاد يكتمل
غابوا عن العين والأعلام باقية
رحماك ربيَ هل من عود يحتمل
ربَّاهُ صبرا على النكبات نحملها
أنت المرجّى إذا ما نابنا الوجل
محمود علي علي
