حِكَمُ الوَافِرِ ..
..................
أَخَا الإسْلَامِ كُنْ حُلَوَ الخِصَالِ
وَقَدِّمْ لِلْوَرَى أَرْقَى مِثَالِ
لِكَي تَحْظَى بِحُبٍ وَاحْتَرَامٍ
تَمَسَّكْ بِالمَبَادِيءِ وَالخِلَالِ
وَعِشْ فِي هَذَهِ الدُّنْيَا تَقَيَّاً
وَلَا تَخْتِمْ حَيَاتَكَ بِالضَلَالِ
فَكُنْ لِلْحَقِّ عَونَاً مُُسْتَدِيمَاً
تَخُوضُ لَأَجْلِهِ أَقْوَى نِضَالِ
كَذَا وَاجْعَلْ وَلَاءَكَ كُلَّ حِينٍ
لِخَالِقِ كُلِّ شَيءٍ ذِي الجَلَالِ
فَلَا يُثْنِيكَ هَمٌّ أَوْ صِعَابٌ
وَلَا الحَاجَاتُ أَوْ عِبْءُ العِيَالِ
وَلَا تَسْمَعْ لِدَجَّالٍ وَضِيعٍ
يَصُبُّ السُّمَّ فِي عَذْبِ المَقَالِ
يُمَنِّي النَّاسَ كَي يَبْقَوا عَبِيدَاً
يُزَيِّفُ فِي الفَضِيلَةِ وَالجَمَالِ
فَمَنْ يَسْبَحْ مَعِ التَّيَّارِ جُبْنَاً
فَذَلِكَ فِعْلُ أَنْصَافِ الرِّجَالِ
وَمَنْ يَرْضَ المَهَانَةَ فِي خُنُوعٍ
فَسَوفَ يَمُوتُ ضَرْبَاً بِالنِّعَالِ
فَأَنْتَ خَلِيفَةٌ لِلَّهِ فَاعْلَمْ
بِأَنَّ العَهْدَ حِمْلٌ كَالجِبَالِ
فَلَا تَخْدَعْكَ دُنْيَاهُمْ وَحَاذِرْ
فَدُنْيَاهُمْ تَؤُولُ إلَى زَوَالِ
وَمَهْمَا كَانَ لِلدُّنْيَا بَرِيقٌ
فَلَا تَحْرِصْ عَلَيهَا لَا تُبَالِ
وَلَا تُطْعِمْ بَنِيكَ سِوَى حَلَالٍ
فَلَا يُغْنِي حَرَامٌ عَنْ حَلَالِ
وَكُنْ مُتَوَاضِعَاً وَدَعِ التَّعَالِي
فَحُبُّ الزَّهْوِ كَالدَّاءِ العُضَالِ
وَلَا تَسْأَلْ عَبِيدَ اللَّهِ شَيئَاً
فَرَبُّ النَّاسِ أَولَى بِالسُّؤَالِ
فَلْمْ نُخْلَقْ لِأَكْلٍ أَو شَرَابٍ
فَذَلِكَ عَيشُ أَشْبَاهِ البِغَالِ
وَدَعْ عَنْكَ الكَلَامَ وَجُدْ بِفِعْلٍ
فَلَا يُغْنِي الكَلَامُ عَنِ الفِعَالِ
فَمَنْ يَرْجُ الكَرَامَةَ دُونَ فِعْلٍ
فَذَلِكَ مُبْتَغَىً صَعْبُ المَنَالِ
وَلَكِنْ إنْ أَرَدْتَ غِنَىً وَعُمْرَاً
دَعِ الأَرْحَامَ تَنْعَمْ بِالوِصَالِ
وَإنْ تَكْفُلْ يَتِيمَاً أَو فَقِيرَاً
تَنَلْ أَجْرَاً كَتِعْدَادِ الرِّمَالِ
وَإنْ أَذْنْبْتَ لَا تَيأَسْ وَبَادِرْ
بِتَوبَةِ مُخْلِصٍ فِي كُلِّ حَالِ
فَلَسْتَ مُنَزَّهاً تَرْجُو كَمَالَاً
رَسُولُ اللَّهِ أُفْرِدَ بِالكَمَالِ
تَوَسَّلْ بِالدُّعَاءِ وَكُنْ مُلِحَّاً
فَكُلُّ رَجَائِنَا حُسْنُ المَآلِ
#الشاعر_أحمد_نصر