. ( تاجر الموت)
حبا الله القبولَ لكل طفلٍ
و أسكن حُبَّه قلبَ الكبارِ
و ما هذا على الإنسان حِكرٌ
بلِ الأطيار مَعْه و كل ضار
ترى الأم الرؤوم تفيض عَطفاً
و يخلع قلبَها وجعُ الصغار
تبيت الليل في نصب و جهد
تطبب ذا الصغير بجوف دار
و كل أب من الأهوال يلقى
على ولَدٍ لِيُنفقَ أو جَوار
و أعجب من غليظِ القلب وغدٍ
يُذيقُ الطفل من مُرِّ احتضار
يبيع الموت إتجاراً بحرب
لكي يُثري بإذكاء الأُوار
و يحتكر الحليبَ و منه يَثرى
ألا بارت تجاراتُ احتكار
يبيت مدثّراً لم يلقَ بَردا
و طفلٌ خلفه بالثلج عار
يعيش مُنعَّماً من كل صِنفٍ
و يجرَعُ غيرُه ذُلَّ افتقار
يكيد لنا و يمكر طُولَ ليلٍ
و يلبس وجه طفلٍ بالنهار
و يضحك ملءَ شدقٍ لا يبالي
و لا يُعنى بأنَّاتِ إنكسار
و لا تشقيه دعواتُ الأيامى
و أطفالٌ تَيتَّمُ بالجِوار
من كانت تجارته حروباً
سيصلى في جهنمَ حَرَّ نار
إبراهيم عتيق
( أبو عبلة )
الجمعة٢٠-١-٢٠٢٣