((هوَ الرحمةُ المهداةُ)) 

 

ألـا يـا حُـمـاة الضاد مـا يَفْعَلُ الغَـزَل 

إذا لـمْ يكنْ قلـبُ المُعَنّى لـهُ مَحَل؟ 

 

ومـاذا يُفِيدُ البـوحُ مَنْ كـانَ عـاشِقٌ

وليـسَ لـهُ خِـدْنٌ كـحيلٌ ولا أَسَـل؟ 

 

وهلْ فـازَ بـالفردوسِ مَنْ رامَ عَبلـةَ

وفارَقَهُ التوفيقُ في القَولِ والعَمَل؟ 

 

أَمُـرُّ بِـرُوحِي في الفَـيَـافِي مُحَلِـقَـًا

وأجتـازُ ما بينَ الهِضَابِ على عَجَل

 

وأنزلُ في الوادي الكثيبِ وليسَ لي

سوى أحمد المختار قلبي لهُ ارتحَل

 

إذا هبَّ ريحُ المِسْكِ مِنْ نحو طَيبَة

تـمـايـلـتْ الأرواحُ، وابْـتَـلَّـتِ المُقَـل

 

وزادَ  شجونُ  القلبِ  وجدًا  ولوعةً

لأنَّ حظوظ النفسِ ماتتْ بلا أَجَـل

 

فيـا عَـاذِلـي إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ ما الهوى

وإلـا فَـدَعْ عَنْـكَ العِـتَـابَ ولـا تَـسَل

 

ودعـنـي وشـأنـي إنَّ قلبـي مُتَـيَـمٌ

أَسِـيرٌ وفـي دربِ المحـبـةِ لـمْ يَـزَل

 

نـبـيٌ  عـظـيـمٌ  لـا  تُـدانـيـهِ  رُتْـبَـةٌ

ويعجزُ عنهُ الوصفُ والمدحُ والغَزَل

 

هوَ الـرحـمـةُ الـمُـهـداةُ للـكونِ كـلِهِ

هوَ المِنةُ العظمى، ومَنْـذا لـهُ مَثَـل؟

 

وللّهِ  كـمْ  مِنْ  هَـائـمٍ  فـي  محمـدٍ

نَدامى ولا سُـكـرٌ  هـنـاكَ  ولا  ثَـمَـل

 

همُ القومُ إنْ شئتَ اللَّحاقَ بـدربِهمْ

فبادرْ  فـإنَّ  الحبَ  مِيزَانُـهُ  العَمَل

 

بهمْ قـد صَبَـا قَلبِي ، وتَيَّمَنِي الهَوى

ولولاهُمُ عَينِي ”بأحمدَ“ ما اكْـتَحَل

 

ولـا عَـاشَ في دربِ المَحَبَّةِ سَـاهِـدٌ

يَذوبُ غَرامًا فـي الـظـلامِ إذا سَدَل

 

نظمتُ قـريضـي في صِفَاتِ محمدٍ

مدحتُ بهِ شِعْرِي وحَرْفِي بهِ اكتمَل

 

عـلـيـه   صـلاةُ  اللّهِ  ما  حنَّ رَاعِدٌ

وما قامَ عَبْدٌ في دُجَى الليلِ وابتَهَل

 

كذا الآلُ والأصحابُ ما لبّى مُحـرمٌ

وما سَبَّـحَ الـرحمـٰنَ إنـسٌ وما غَفَـل

 

عبدالملك العبـَّادي.

المصدر: هو الرحمة المهداة قصيدة للشاعر القدير عبدالملك العبادي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 5 يناير 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

99,743