قِفْ بِي  عَلَى  دِمنَةٍ   لِلرّبعِ   بالوَادِ 

وابذِلْ  دموعَكَ  بَذلاً   أيُّها  الحَادِي 

 

فَالعِيسُ تَهفو إلى الأطلالِ مِن زَمَنٍ

كَأنَّ    فِيها    فِصَالاً   ذَاتَ    أمهَادِ

 

 لا تَعقِلنَّ  سُرَاةَ  اليَومِ   مِن  جَزَعٍ 

 فَالوَجدُ    يَمنعُها   مَنعاً   بِمرصَادِ

 

رَنا إليَّ  .... وَنَادَى   مَنْ    بِرِفقَتِهِ

عَنِ اجلِبِ المَاءَ  واجلِب بُرمَةَ الزَّادِ

 

فَقُلتُ : مَهلاً   أَبيْتَ  اللَّعنَ  مَعذِرَةَ

فَإنَنِي  لَستُ طَاوٍ .. لَستُ بِالصَادِي 

 

وَلَستُ أَشّكو مِنَ التِرحَالِ فِي وَهَنٍ

إنِّي  الجَلُودُ  وَإنِّي   الرَّائِحُ  الغَادِي

 

فِي مَهمَهٍ  مُدلهِّمٍ  بِالخُطُوبِ  حَوَى

أُسداً   يُحَاذِرُ    مِنهَا    كُلُّ   مِقدَادِ

 

 وَكَم  مَضَيتُ دُجىً ، بِالقَفرِ  مُنفَرِداً

  مِن  الحِجَازِ   إِِلى  نَجدٍ   وَبَغدَادِ

 

وإن  تَغنَّى  الحَمَامُ  الورقُ  هَيَّجَنِي

فَوقَ الغُصونِ  وَغنَّى البُلبُلُ الشَّادِي

 

الشَّادِنُ  الغِرُّ موسوعُ  العُيونِ   لَهُ 

قَتلى   إذَا ما رَنا  مِن  غَيرِ   تِعدَادِ

 

السَّالبُ الوَصّلَ  مِنِّي  دونَ  مَرّحَمَةٍ

لِكي يَرَى الدَّمَعَ  يَعلو  فُوقَ إنشَادي

 

 أوهَبتُهَا  القَلبَ   حَقاً  قَبل  نَشأَتِها

 كَذلِك  الرُّوحَ  صَدقاً  قَبلَ مِيلادِي

 

وَالطِيبُ  يَزّدَادُ  طِيباً  مِن  تَطيُبِهَا

 كَجونَةِ  العودِ  فِي  حَانوتِ  عَوّادِ

 

وَالثَغرُ   يَقطُرُ   شَهداً  لا  كِفاءَ   لَهُ  

مَا ذُقتُ مِنهُ  وَلَكن ..  فِيهِ  إسعَادِي

 

 وَحُمرَةُ  الخَدِّ  تَبدو  فِي   مُخيّلَتِي

كَالخَمرِ فِي الكَأسِ  أو كَالجَمرِ  وَقّادِ

 

يَهفو  الفؤادُ  إِلى   وَصلٍ   يُبَاغِتُني

مَا أطيَبَ الوصّلَ حَقاً  دونَ  مِيعادِ

 

هَبِي    عُيونِي    جَمَالاً   تَسّتَلِذُّ بِهِ

فَهَا هِي   اليَومَ  فِي  دَمعٍ   وإسهَادِ

 

هَبِي  ورودِي رَحِيقاً كَي تَفوحَ شَذاً

وحُرقَةُ   البَينِ   وَصلاً  فِيهِ  إخمَادِ

 

وَهَبتُكِ الخُلدَ فِي صَدري إذَا انطَفَأت 

شَمسُ الحَيَاةِ .. وَلَن  أرّنو لِحسّادي

 

              مُـحَـمَّـد الأهــــدَل  

               الخَميس .. 5 يناير .. 2023 م