جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
... العواطـــــــــــــــــف العميـــــاء .. إذعــــــــــان ٌ أم قبــــــــول ؟ ...
... يعيش العاقل بعاطفته وعقله معاً ، ويتفاعل مع محيطه الاجتماعي ، ولا يسيء استخدامهما ولا يقدم الأولي علي الثانية ، لأن العواطف مرتبطة بالناحية الوجدانية والنفسية ، والعقل يميل نحو إدراك الأمور والتصرف كما يوحي له الموقف بحواسه المختلفة . وعقل المؤمن المثقف يحضه علي الخير ، وينأي به عن الشر ودروب الإجرام . وكم من أُناس تحكمت عواطفهم السيئة بتصرفاتهم وغيبوا عقولهم فنزلت بهم للهاوية وما أدراك ما هي ؟ . فأصبح السجن مأواهم الأخير ، وقطعوا صلة أرحامهم ، وحرموا البنات ميراثهم .
... وقد تدفعك عاطفة الحقد والشر من حولك ، وتبالغ في إيذاء الآخرين ، ثم تكتشف بعد فوات الأوان انك كنت علي خطأ ، ولم تدرك الأمور بنصابها الصحيح ، وقد دفعتك عواطفك البغيضة نحو القتل والسلب وارتكاب الآثام التي أدت بك لدروب التهلكة بسبب تلك العاطفة الشريرة ، إذ لم يعد للعقل والتبصر للأمور قائمة ، فكان إتباع الهوى والشهوات في المسألة هو السائد . وقد أعمتنا عواطفنا الدفينة عن رؤية الأشياء بصدق وروية فظلمنا من حولنا ، وظلمنا أنفسنا . وصفوة القول في هذا السبيل كما يحلو- لبعض الأدباء - أن يسميها بالعواطف العمياء الميالة إلي التطرف ، والعقل المثقف الراجح هو الذي يبعثها في الخير الإيجابي والتنمية البشرية . قال تعالي في كتابه العزيز : " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " . صدق الله العظيم .
ولكم تحياتي / ا . نبيل محارب السويركي – الأحد 16 / 10 / 2016