(مجلة كل الخواطر) " شنقرابيات " ............. بقلم الشاعر / محمود الشنقرابي

الوقت ...إقترب من منتصف الليل
وأنا أبحث عن رأسي ..فلا أجده
بحثت عنه فوق مكتبي
وفي الدراج .....
وبين رفوف المكتبة ...
وأدوات الرسم ...والفراجين ...وعلب الألوان 
لا أجده ....لا أجده 
لا أثر له على الإطلاق ....
...............................
اثناء بحثي عنه 
سقط من المكتبة ...كتاب لأفلاطون
كان يتحدث فيه عن أستاذه " سقراط "
قال : " ان عظمة فلسفة " سقراط " 
"في انه لم يكتب حرفا واحدا عن فلسفته "
.........ولما سألته عن رأسي ..... قال :
ستجدها عند " زينفون " أعلى النهر
توجهت إلى هناك .....
وجدت ذئابا تعوي ...
" وسقراط " ... جالس على النهر
يغسل رؤوس الشعراء ..
ويناولها ل " زينفون " ...
فيقوم الأخير 
بتجفيف الرأس يلو الآخر
ويضعه في دولاب .... خصص لذلك 
وعندما جاء الشعراء ليأخذوا رؤوسهم 
إشترط عليهم " سقراط " :
" أن يفتحوا لأنفسهم آفاقا واسعة للحلم "
وقال لهم :
" ان الحكمة كامنة في كيفية الغوص في رأس متلقيك 
" لتصل بقصيدتك ...لعمق الدهشة ..
" وكانك تعريه من الزوائد والأطراف الغير مرغوبة "
قالها ...وتأبط ذراع " زينفون " ...ومشيا لحال سبيليهما ...!!
.........................................
كان في الدولاب ...راس واحد متبقي ..
أظنه رأسي ..
فجأة .....................
خرجت من النهر ...أسماك ..
من اللائي فقدت ذاكرتها 
عندما كنت أعزف على عود - الملاح العجوز الذي مات
لحنا كان عالقا على اوتاره ...
قالت ليّ الأسماك :
" خذ راسك يا رجل وإرحل من هنا ...
" فالذئاب ......... لا تشرب الشاي ..!! "
.........................................
أخذت رأسي ...وعدت إلى غرفتي الوحيدة 
ولمّا سندته على رف المكتبة ...بجانب كتاب " أفلاطون "
الذي سقط اثناء بحثي ......
سمعت ذئايا تعوي ....
ورأيتها تخرج من أذني رأسي ....
فجفلت ...............................
ضحك أفلاطون ...ضحكة عالية طويلة ...
حتى كاد أن ينكفيء على ظهره
وهو يقول :
" ألم أقل لك ...ان عظمة " سقراط "
انه لم يكتب حرفا واحدا عن فلسفته ...!! "
...........................................
خرجت مسرعا من الغرفة ....
وانا يطاردني العواء ....
وقدماي ..تصطدما بأكواب فارغة من الشاي ...!!!
***
" شنقرابيات " ............. أشعار تنشدها النوارس
رسم وكلمات / محمود الشنقرابي
8 فبراير 2016