جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حضنك وحضن المطر ..
كما الأرض من بعد تشقق وجفاف .
وكما عاشق يتلهف لحظ عناق اللقاء .
كنت أنا جسداً وروحاً حين بللني المطر .
من بعد طول انتظار ليهبني هالة من القدسية شديدة الخصوصية
افتقدتها منذ أخر مطر اغتسلت منه أوراق شجرتا الليمون والبرتقال
بحديقة منزلنا القديم والضوء يعكس لمعة على الأوراق توحي بالنقاء والبراءة
حيث طفولتي وفرحة تشردي العفوي تحت زخات المطر
وهي تتابع تساقطها البلوري في مشهد عتيق لا يعتريه سقم ولا هرم
وصوت أمي يناديني من شرفتها التي زينتها شجرة الياسمين .
تعال فعليك أخاف من برد المطر ..
وأنا لا أبالي اقفز وامرح واحتضن المطر ولا ألبي النداء
ألا حين يفزعني هزيم الرعد وضوء البرق
فاركض هلعاً لحضنها الدافئ فتهدهدني
وتمسح عن وجهي حبات المطر بطرف شالها وهي تطمئنني
بأنه خير وبركة من الله وان الدعاء وقت المطر مستجاب .
فارفع يدي الصغيرة لعنان السماء لأتلو ما تيسر من دعاء .
اللهم لا تحرمني حضن أمي ولا حضن المطر ..