(مجلة كل الخواطر) خارج نطاق الزمن قصة قصيرة بقلم الكاتب \ناصر توفيق

*خارج نطاق الزمن*
قصه قصيره
بقلم/ناصر توفيق
انهي خالد دراسته الجامعيه ونزل الي القاهره للبحث عن عمل.كان له قريب يقطن في حي العباسيه .هذاالحي العريق.الذي تمتزج فيه اصاله الماضي وروح الحاضر. في مزيج غريب .حاره تشبه حاره نجيب محفوظ بجوار بنايات شاهقه .دبر له قريبه سكن عباره عن غرفتين بالخشب اعلي احد الببوت القديمه المتهاله في شارع ابراهيم الدسوقي.البيت عباره عن اربعه ادوار كل دور عباره عن شقه كبيره اربع غرف.في كل غرفه تسكن اسره كامله اربعه او خمسه افراد.اسره بكل الامها واحلامها في غرفه واحده.واقع بائس لافراد خارج نطاق الوطن.وربما خارج نطاق الزمن.في بدايه الامر لم يستطيع ان يتعامل مع السكان.فهو ريفي متزمت يخشي الاختلاط بالنساء.ويخاف علي نفسه خوف العذراء في خدرها.لكنه مع الوقت بدا يتعامل معهم وان كان يعتريه بعض الحذر.اصبح يري اشياء جديده عليه تماما.ربما تفاجئه احدي الفتيات القاطنات في الدور الاسفل منه.طالبه ان تتحدث معه.يشعر بالتوتر الشديد يغلق في وجهها الباب فتعلو ضحكتها مجلجله.وعندما تحكي لامها تضحك ايضا.اصبحوا يتعاملون معه علي انه شاب من العصر الحجري. يتندرون عليه ويضحكون دائما من رده فعله. هذا الشاب المنغلق المتزمت كان عكس ما يظنون .يحمل قلبا اخضر غضا ممتليء بالحب حتي النخاع.لا يري في النساء الا حبيبته .ولا يفكر في سواها وفي تكوين مستقبله ليتمكن من الزواج بها. كانت تملك قلبه وتملا كيانه .تفكيىه كله ينصب عليها احلامه اماله تدور في فلكها .لكن كيف الوصول اليها وهو لا يملك من حطام الدنيا سوي شهادته.اخذ يبحث جاهدا عن عمل مناسب. فشل في الحصول علي واسطه كبيره فاغلقت امامه كل فرص العمل لم يتبقي له الا اعمال ربما لو ظل يعمل العمر بطوله لن يبني كوخا صغيرا ما بالك بالشقه والشبكه والفرح.المستقبل كان قاتما.حزم امتعته وسافر لاحدي الدول العربيه عله يحصل علي بعض المال ويتقدم لحبيبته. كان يواصل الليل بالنهار دون كلل او ملل.بعد سته شهور بالغربه علم ان فتاته تزوجت.عاش الغربه غربتين. لكنه ضمد جراحه ووضع كل طاقته في العمل.ليعود بالمال ليصبح داخل اطار الزمن. حصل علي بعض المال وقرر العوده.بدا مشروعا صغيرا.كبر مع الوقت.توفر له المال لكنه فقد الحب واصبح ايضا خارج نطاق الزمن