*****************************************************
قصيدة الحُبّ الأوّلُ : للشاعر الفاضل الشريف ** على البحر الكامل **
*****************************************************
حُـمَّ اللّقـاء وقد أطلْتُ تـمهّـلـــي
بعد الصّدود، وظلـم قـول العُــذَّلِ 
قـد كــان منّي هَجْرُهَــا متعمّـــدا
حتـى أُثَـرِّبَ عُذرهـــا لي مـن عـلِ 
ولقد سمعتِ لحاسد لا ناصــــــــح
لَبِسَ الحســـود ثياب نصح الغافل
أرخَيتُ صَبري خلْفَ ذكــــراكُم عَلَى
سُبُل السُّلّوِّ، وبالتّنـــــاسـي مُسْبِلِ
كم «عروة بن خِزَام» قاتله الهـوى
وبكى، فلم أبك الطّلــــــول وأُقتـلِ
فقرأت حبّي فـي كتـاب عيــــونهـا
عنـــــوان فتحٍ للكتـــاب الـمُقْفَـلِ
فَتَحَتْـهُ ومْضَـةُ بـــارقٍ و سطــــوره
كُتِبَتْ ببرقٍ مـن كحيل يَجْتَلـــي 
لكنّنــي صــــادٍ، ولسـت بـمُظْهِـرٍ
عطش الصّحارى لاِحتباس الوابـــــلِ 
مسكت يـدي لمّـا هممت مغـــادرا
أبـديــت مَيـْنَ مكـــابـر و ممثّـلِ
لكـنّ قلبـي بالصّـبــــابـة مُــرْهَـــفٌ
لا قلب صخر من صخـور الجَنـْدلِ 
نظرت إلـــيّ و قـد أردت فراقـهـــا
نظـرَ المودّع فـي وجــــوه الـرُّحّـلِ
وتبسّمت كتبسّـم «الجــــوكنـدة» 
تبـدي الـملام، بِسِتْرِ حُزنٍ مــوغَــلِ 
«كالـمُــونليـزا»، سحـرهـا وجمالها
و عـيونهـا كالسّــادر الـمُتَــأمِّـــلِ
قالـــت : فإنّـــي قد بكيـت فراقـك
وخـيــالُـــك البسّـــام لـمّـا يَرحَـلِ
ذبُل الفـــؤاد، و قد أذاب تجلّـــدي
لرجـــا الذّوابل في العيـون الذُبَّـلِ 
هزّت تباريح الهـــوى لشــوامخـي
فهَوَتْ شَمَـــارِيخٌ، لهِـزَّةِ «يَذْبُـلِ» 
فعطفت ألْثُمُ في مُتــون خـدودها
لَثمَ الصَّبَا للــوامـــــق المتجمّـل 
قُـبُلاتُها سلســـال شـــوق دافــق
لا ينجلي كدفاق شـــلاّل «اِنْجَـلِ» 
مِرْسَـالُ حبٍّ من رســـول صـــادق
فيه الرّهــام، جـرى بِوَدْقٍ مُرْسَـلِ
من روحها بعثت لروحـي شـوقــهَا
مع روح طيـرٍ للحمـــام الزّاجـــلِ 
فعلمــت حقّــــا أنّ حبّـك نــــازل
كـلّي، وكلّـي فـي هــــواك مُنْــــزَلِ
يجري و يُــولَـدُ في عروقـي نــاهضا
أو في عروقِـــكِ فهو جـــارٍ مُطْفِـلِ 
ولقد تنقّـل ســالفـــا سُبُـل الهـوى
واليـوم أصبـح ســـــالـفًـا للمُقـبـلِ
تُعْفِي الشُّموسُ على الـمدائن ظلَّها
إلاّكِ شمسُ مدينتــي كــالظِّـلِ لـِي 
وأقول ما قال «اِبن أوسٍ» منشــدا 
عـنـد اللّـقـــاء لـقـولـه المُتَـمثّـــلِ
«نقّـل فؤادك حيث شئت من الهوى
مـــا الـحـبّ إلا للحبـيـــب الأوّلِ» 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 172 مشاهدة

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,577