(عبور الراحلين)
ربما عبر الراحلون فوق أشواك الأسى ، ولكنهم رحلوا، أنهكهم السير وقطّعََ أمعائهم الظما ، ولم يسمنوا من شبعِ العشق يوماً ، صاغوهُ نقشاً على ضلوعهم ، كان الدماء مدادهم ، والجسد النحيلِ كان غلافا يحوي هذه الصفحات ، كقيسٍ وسط الهواجرِ ينأى بفكره ، وكأن ليلى العامرية قد أُزلِفت له ، لكنه يا قيس سراب ، بوطني لا تجدُ حباً ولا يُعرفُ معنىً لكلمة عشقٍ ، لكنها ذئابٌ تنهشُ معاجمنا ، تجتاح مفرداتنا ، تقتلعُ حصوننا كل يومٍ ، وطنٌ لا يميز بين الحرائرِ والعبيد ، لا يحتضنُ طريداً أو شريد ، وطن فيه كل الإجرام متاح ، من الفتكِ بقلوب العاشقين الحيارى ، إلى الهتكِ بأغشية البكارةِ للعذارى ، وطني لا يعرفُ اللغة التى بها تورّطنا ، وعلى الأحبةِ بها تعرّفنا ، وإليهنّ برسالاتٍ كتبنا ونمّقنا ، . لعلّ الأسى على هذا الوطن شيء غير مُجدٍ ولربما كان الراحلون أقل منّا عناءً ، لأنهم وإن كانوا قد ساروا على أشواك الأسى ، فإنّا شربناهُ كما يشرب أصحاب النارٍ الحميمَ والغَسّاقْ ، ثم لم نكتفي لأننا ظمئى ، بل نرتشف اليأس والذل ونتصارعُ عليهما ونظن أن هذا سببا للنّجاة فيموت الأعجل منّا ، وفي النهاية على خُطاهم سرنا ومن كؤسهم كأساً كأساً تجرّعنا ، وفى النهايه نتيجتنا واحده ، ففي غياهب العار فُقِدنا ولا من حبيبٍ ليَعْثُر علينا ،، وهكذا رحلنا قبلهم ولكننا جئنا بعدهم ....
ــ أحمد حسيني أحمد ـ مصر ـ الجيزه
اليوم الأحد 2015/3/29
من السادسه والنصف صباحاً
وحتى السابعه ودقيقتان
 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

523,497