(مجلة كل الخواطر ) بشائر الربيع _ للشاعر المبدع / صلاح محسب

(••بشائر الربيع••)
غداً سيأتي ربيعُنا بجماله
وعلى إثره تتزين الأشجارُ
وتغرد البلابل على أغصانها 
كما غردت بأبياتها الأشعارُ
وتشدوا الأطفالُ على أعوادها
كما شَدَت بألحانها ألأوتارُ
وترى الروابي جميلة فيحاء
من حسنها تتفتح الأزهارُ
وتكسي البوادي حُلةٌ خضراءُ 
عندما تجيد بخيرها الأمطارُ
ويفيض الماء من روافد نبعه
وتروي الارضَ بفيضها ألأنهارُ
ويا شتاء غروب شمسك قد بدا
بعدما كشفت سوئاتَك الأسرارُ
أتعبتنا وأطلت مكثك بيننا
وقد حَكَمَت برحيلك الأقدارُ
لم يسلم من أذاك شيوخنا
وأطفالَنا قَصَفت بها الأعمارُ
وحتي النساء نالها ما نالها
وشبابنا ارتقت كما الأخيارُ
كل الدلائل تشير انك راحلٌ
وعلى إثرك سيرحل الأشرارُ
ويتغير حال أيام دنيانا
كما تتبدل بطبعها الأدوارُ
فهذا الربيع قد عادت بشائرة
بعد غيابٍ قد حاكه الفجّارُ
وعادت معه خيراتُ الندى 
هَلّت علينا بضوئها ألأنوارُ
وفرحنا بك يا زمان الصبا 
كما فرحت بقدومك الأمصارُ
فيا زمان الخير إن قدومك
يُنير لنا الدجى كما الأقمارُ
ويزرع في نفوسنا أملاً
كما يزرع نجاحَنا الإصرارُ
وبه ننال مقامات العلا
كما نالها من قبلنا الأطهارُ
ونبني صروحنا فوق الرُبا
كما بنت جبالَنا الأحجارُ
ونرفع رياتنا وسط السما
خفاقة تزهو كما الأنوارُ
ونسموا بها نحو المعالي
كما سمت في عهدها الأنصارُ
ونسود الدنيا بكامل أرضها 
كما ساد في ملكها ألأبرارُ
ونعيش كراماً على دربها 
فقد عاش في عزها الأحرارُ
(صلاح محسب 20/3/2015)