جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
غيداء
-
===============
وقفت بدارها أبكي وداعي
وقد أنبا بما في الجوف قاعي
فما عاد الفؤاد لها رفيقاً
وما بيني وبين العين ناعي
فهل ينمو بأرض الموت روح
إذا ماحل دمعي بالبقاع
وهل تبكي العصاة على ضرير
وهل تحنو الثمار على الجياع
وما ذرف الدموع لها رثاء
ولا دمعي يكمم لي وجاعي
إذا ماحل ليل البعد ضيفاً
على من يحتمي باالإلتياع
تراه مكبّل الأنفاس خوفاً
كما صيد يحوم على السباع
أشاحت عنه باالأنظار مكراً
ويحسب قربه عين الخداع
وما حال الفتى إن ضم ناراً
وعاش بلا ملاذ أو متاع
كواه البعد حتى صار جمراً
فأنشد للرحيل بلا سماع
فيا غيداء إن الشوق سيفٌ
دنا من خافقي يرجو صراعي
إليك القلب فاغتاليه عشقاً
ولا تدعيه صيداً للأفاعي
وزمي ماتساقط من هواهُ
ولا تقسي فليس القلب واع
فقد هام الفؤاد بنور بدر
غفا شوقاً وعاد إلى الضياع
فوجه كالصباح يبث عطراً
وثغر زانه لون الشعاع
وما كَحَلُ العيون بفعل يدٍّ
ولا ورد الخدود من اليِناع
فمدي الوصل إن الهجر كفر
وموج البعد مزق لي شراعي
وما ذنب الذي أهداك عشقاً
أتاك مهلهلاً والشوق داع
أتى من بعد ما وجْدُ الليالي
أذاب الصبر سمّاً في الجِراع
فإن رمتِ الغرام نهلتُ منه
وإن رمتِ العذاب ملأتُ صاعي
=================
