جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(( غربةٌ فى وطنى ))
إعتقدت أنى فى البعد ....
عنك يا بلدى
و كونى أسكن أرضاً ...
غير أرضك
أصير هكذا غريبـــا
.........................
ظننت أن المسافات
هى العائق التليد
و أن اللغة المختلفة ... هى وجعى
و مثلهما بعد الحبــيب
.........................
تصورت فراق الأخوة ...
و الصحاب ... هو الأشد وجعاً
و بأنه الأوعر مسلكاً
من بين الــدروب
.........................
و بأن قلبى المنفطر حزناً ...
و لوعةً و إشتياقاً ... لوجه أمى
و دمعاتٍ نزفن ...
من قلب قلبى بالمغيب
.........................
هم الأقسى على النفس
و الأشد عذاباً للروح ...
و لكنى فى كل إعتقادى ...
ما كنت مصيبــــا
.........................
فها أنا على أرضك ...
ذليل ...
مهان ...
أذوب عشقاً فى حبات ترابك
أناديك ولهاً و لا تسـتجيب
.........................
تلقم الغرباء منك الثديين ...
لبناً ممزوج بالعسل
و تمنعهما فمى ...
حين يرنوهما ... مشتهياً الحليـب
.........................
و رغيف العيش كى أطعمه
بات ضرباً مستحيلاً ..
وفى مرضى ...
الموت أيسر من أن أجد الطبيب
.........................
نيلك الرقراق أراه ...
قد فاض بعذب الماء
و حين يجف ريقى أريده
أذوق سماً به قد أذيــــب
.........................
تقتلنى بزروعك التى ...
لوثت بنفوس تقطر حقداً
و الوادى بين جنباتك ...
يبكى فما عاد خصيبا
.........................
كيف أسكن العراء؟؟
دون سقفك يحمينى
و كيف
و كيف ...
و ترابك أراه متسعاً و رحيبــــا
.........................
و إذا طلبت عملاً
مخلصاً فى حبك
جاهداً لنصرتك
أشحت بوجهك عنى ...
و ما عدت قريبـا
.........................
يا وطنى ... إنى أشكو لك
من غربة فيك
و فراق ...
و هجر ... لم أكن مذنباً فيه
و أشهد ربى الحسـيب
.........................
إيهاب الشابورى فى 8 / 10 / 2014