مجلة كل الخواطر \وحــــدي في رمشي تحت ظلي\بقلم ياسر الاحمد

 وحدِي/

في رمشي تحت ظلِّي وفي ليلة هيفاء وحدي قابلتها
تحت غصن الليل في هدوء راقصتها
وبلحنِ الشِّفاه حلو كلَّمتها
وبواقي من نفسي
آثار من لمسي 
وأخرى من حدسي
جفَّ لمسي أنسى ولا أنسي
في ثغر كلؤلؤ أسنانها في رمشي
ظلّ وردي في خدودها
خاطبتني
ذبت كريش ثلج في عيونها
أنامل تلاطف الفراش شوقا في حبِّها
تميل في روحي الفيافي حلما إذا مشت
وإذا تحركت تنحني طيور لقوامها
جيد وقرط عَتَبات استبرق في رموشها
سحرتني
وتمنَّيت قبلة ترسم في خيالها
فارتشفت لعابها وسكرت من خمر عتيق
مِن فِيها ينساب
فيه أنس وعذاب
ريق يداعب السحاب
لم أذق له طعم
لا صنو له شهد شراب
راقبته في خلجاتي
فإذا به من فمها يسيل لعاب
وبقيت أنا ووحدي والسَّراب
نور ثاقب يشع من شريانها
اظنه القمر
فناجيتها بصمت وعيون منِّي تحاكي
القدر
صوت ناعس يمس شعوري من ثغرها
لا هو صوتها ولا هو صوت حفيف الشجر
أبحرت في سمعي
وأمعنت النظر
راحت ظنوني خوفا
وطار لوما جنوني 
فملاك هي 
أشك أن تكون رائحة بشر
كلمتني
من فيها بما فيها تتساقط الدرر
ثغر وشعر ليل
ونواجد تفكّ قيد من أسر
وتلألأ النجوم كالورد ساجد من مقلتيها
تتدحرج منها عبر
فنسيت نفسي
خاطبت القدر
في ظلها غيم
يحمل في ظلاله المطر
وسحابة تمر على قوم
يستغيثون قحلا ظهر
وفي خطاها
أرض شابت من زرعها
ومكان ما تخطو زهرا ظهرا
فعاتبتني خلاني
وناوبتني أشجاني
تموت جوارحي
وتثور ألحاني
إذا ما نظرت ما وراء ثُّريا
وحسبت أنها في يوم سوف تلقاني
فكثر منهم وهنَّ من يلقاهنّ فيهنَّ شجب وقلب
صاح في روحي وأضناني
ولكن مثل حياتي في مماتي ما أتاني
ليلٌ وحَوْلٌ وخيلُ سرجها رماني
سيف طال عراكه
في قافية الحرب ينساني
يقول عدوٌ يحسبني خوفا تائه
لم يعلم أنَّ هواها أعياني
لمعان سيف من دموع تقطرت
مبلول بدم ونار عشق 
أموت فيها تعود نفسي غدا لنفسي
أسأل روحي من أحياني
فالموت في أرض الرَّحى متناثر
وعيونها ترقب أحزاني